في سابقة من نوعها في تاريخ الصحافة الحزبية، أصبح الموقع الالكتروني لحزب الأصالة والمعاصرة الذي يوجد في المعارضة، منصة لبث أخبار حزب العدالة والتنمية الذي يقود الأغلبية الحكومية، في إشارة إلى ذوبان الحدود الفاصلة بين الأغلبية والمعارضة وإعطاء الضوء لبداية مرحلة جديدة بتحالفات ممكنة بين الإسلاميين و”أنصار الحداثة”.
وتأتي هذه الخطوة على المستوى الإعلامي، كتعبير عن التوجه الذي أعلنه عبد اللطيف وهبي الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي سبق له أن صرح أنه لا وجود لخطوط حمراء فيما يتعلق بالتحالفات، بما فيها إمكانية التحالف مع العدالة والتنمية، وذلك خلافا لثنائية التضاد التي كانت قائمة فيما قبل.
وأثار نشر الموقع الالكتروني لـ “البام”، الذي يعد لسان حاله، أخبار “البيجيدي” وتلميع صورته وسط أنصاره استغراب المتابعين واستنكار أعضاء الحزب، منهم العربي المحرشي المستشار البرلماني، بالإضافة إلى الموالين لما عرف بتيار الشرعية، والذين كانوا يريدون الحفاظ على صرامة الحدود التي تفصلهم عن الإسلاميين.
وتجدر الإشارة إلى أن عبد اللطيف وهبي معروف بقربه من دوائر العدالة والتنمية وعلاقاته الجيدة مع قيادييها خصوصا عبد الأله بنكيران، وذلك ما اتضح في طعنه في العديد من الأفكار التي انبنى عليها الحزب، خصوصا في مواجهة الإسلاميين ودعوته إلى بدء مرحلة جديدة، وهي التي بدأت إعلاميا، في أفق بروز أشكال من التقارب والتنسيق، وربما التحالف بما يقطع مع مرحلة سالفة