تشتكي الكثير من العائلات المغربية والمواطنين المقيمين بمختلف بلدان العالم، من تجاهل وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج. فوزيرها ناصر بوريطة لم يحرك ساكنا سواء إزاء المغاربة الذين وافتهم المنية بدول أخرى، أو أولئك العالقين في مطارات بلدان أخرى في ظروف غير صحية.
وسجل الكثير من المواطنين المغاربة داخل البلاد وخارجه، تملص وزارة الخارجية من مهامها، إذ سجل في سياق الظرفية العصيبة التي يعيشها العالم، غياب تام لوزارة مكلفة بمغاربة العالم، خصوصا على مستوى التواصل معهم، أو إيجاد حل حقيقي لوفيات المغاربة، هذا مع استحضار أن أغلبهم أمضى حياته وهو يدفع تأمينات الوفاة ليدفن ببلده، قبل أن تصبح عائلات المتوفين أمام ابتزاز “سماسرة الموت”.
ووفق مصادر مطلعة، تسود مشاعر سلبية في أوساط المغاربة المقيمين بالخارج، الذين شعروا كأن بلدهم تخلت عنهم، بعدما قامت وزارة قائمة الذات، اسمها الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج بتعطيل نفسها والتنازل عن مهامها بدون وجود أي مسوغات.
ويتجلى ذلك، بحسب الكثير من المغاربة الذين أبدوا رأيهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، في عدم تقديم المعلومات والمعطيات وتوضيحات وتطمينات من وزارة بلدهم، عبر القنوات الإعلامية الرسمية أو عبر أشكال أخرى، ذلك أن خروج الوزيرة المكلفة بهم للتواصل معهم، كان من شأنه أن يمد جسور التواصل ويرفع اللبس الذي يحيط بالقضايا التي أفرزتها الجائحة.
كل ذلك، إضافة إلى وجود العديد من المغاربة العالقين في مطارات بلدان مختلفة من العالم، في ظروف نفسية واجتماعية صعبة، آباء من دون أبناء، وأبناء من دون آباء، منهم مرضى، ومنهم من فقد أو أوشك على فقدان عمله، ومنهم من سافروا لزيارة أو قضاء غرض إداري أو فقط لسياحة قصيرة، غير أن المغرب أغلق الحدود دون تنظيم رحلات استثنائية لترحيل الراغبين في العودة إلى بلدهم، كما فعلت بلدان أخرى حتى بعد تطبيق قرار تعليق الرحلات.
ورغم توجيه أسئلة من فريق الأصالة والمعاصرة لرئيس الحكومة والوزارة المعنية، حول الإجراءات التي سيتم القيام بها من أجل إرجاع المغاربة العالقين بدول أخرى، أو نقل جثامين المغاربة المتكدسة في ثلاجات الموتى، أو إجراءات التواصل مع المغاربة في الإعلام العمومي، إلا أن الوزارة أجابت بأنها ستتكفل بمصاريف دفن الجثامين في مربعات إسلامية، في حين لم تقدم إجابات عن الأسئلة الأخرى.
وطالبت لطيفة الحمود النائبة البرلمانية عن فريق حزب الأصالة والمعاصرة، بفتح تحقيق حول وصول جثامين مغاربة إلى اسطنبول بتركيا، متساءلة عن الكيفية التي جرى بها ذلك. وجاء في السؤال ذاته، أن جثامين المغاربة بالخارج تراكمت في الثلاجات، مع رغبة بعض العائلات في دفن موتاها بالوطن الأم، كما تمت الإشارة إلى غياب التواصل في هذا السياق.
وقالت الحمود، البرلمانية المعروفة بمرافعاتها لصالح مغاربة المهجر، إن التواصل يجب أن يكون بهدف توضيح التدابير الوقائية المتخذة من طرف الحكومة لطمأنة مغاربة العالم ومؤازتهم في اللحظات العصيبة، لأن غياب التواصل يجعلهم عرضة للنصب والاحتيال من طرف تجار المآسي.
ويستحضر في هذا السياق، اتخاذ مجموعة من القنصليات والسفارات المغربية خطوات منفصلة ومحتشمة لم ترقى إلى مستوى التطلعات، ليظل الآلاف من المغاربة عبر العالم يعيشون معاناة نفسية، بعد شعورهم بأن بلدهم تخلى عنهم في وقت حرج، بينما يطلب وِدهم ويدعوهم إلى دعم اقتصاد بلدهم بالاستثمار في أوقات الرخاء.
فلماذا لم يقدم الوزير بوريطة على أدنى تحرك، وأين غابت نزهة الوافي الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، وما هو دور هاتين الوزارتين في ظل الأزمة التي تجاوزت مغاربة الداخل لتشمل مغاربة الخارج بآثار وخيمة لن تنسى بالتقادم؟
Slm wa3alikom ya okati ya akhi lmowatin v4ina ch ri7la man italiya ila biladona in cha3alah nbchw 3and walidatna o walidina in chahalah ila kan momkin jazakom lah kayran