في خطاب تلفزيوني نادر حاولت ملكة بريطانيا تشجيع مواطنيها على أن يكونوا بمستوى تحدي كورونا، هذا في الوقت الذي ظهرت فيه بوادر مشجّعة في كل من إيطاليا وإسبانيا. على الطرف الآخر من الأطلسي تستعد أميركا لأسبوع اعتبر “الأصعب”.
سجّلت إيطاليا اليوم الأحد (5 أبريل 2020) أقل حصيلة يومية للوفيات منذ أسبوعين، في مؤشر محتمل على أن الموجة تنحسر في أسوأ كارثة تعصف بالبلاد منذ الحرب العالمية الثانية. وقال مدير الدفاع المدني أنجيلو بوريلي للصحافيين: « هذه أخبار جيدة لكن علينا ألا نتهاون ».
وسجّل مسؤولون 525 وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وهي أقل حصيلة منذ 19 مارس، رغم أن العدد الإجمالي للوفيات في البلاد لا يزال الأعلى في العالم (15 ألفا و887). وسجّل مسؤولون إيطاليون كذلك أول تراجع في عدد المرضى بكوفيد-19 داخل المستشفيات ممن تعد حالاتهم غير حرجة، بينما فرضت السلطات عزلاً تاماً مشدداً منذ شهر.
وظهرت بوادر أمل من إسبانيا كذلك التي سجّلت 674 وفاة الأحد، في تراجع لأعداد الوفيات لليوم الثالث على التوالي. مع ذلك، أكدت الحكومة أنها ستمدد الإغلاق شبه التام حتى 25 أبريل. وفي مستشفى ميداني في مدريد أقيم داخل مركز مؤتمرات، يصفق أفراد الطاقم الطبي كلما تحسنت حالة مريض بما يسمح له بالمغادرة.
وحصد الفيروس السريع الانتشار أرواح 65 ألف شخص في ثلاثة أشهر فقط ودفع نحو نصف سكان العالم للخضوع إلى العزل التام في منازلهم وقلب حياة المليارات رأساً على عقب بينما تسبب بانكماش كبير في الاقتصاد العالمي.
ومع تأكيد إصابة أكثر من 1.2 مليون شخص، يضغط الفيروس بشكل هائل على خدمات الرعاية الصحية في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء والتي باتت تواجه صعوبات كبيرة في العثور على ما يكفي من الطواقم الطبية والمعدات.
أعياد مسيحية بدون بشر
ودعا البابا فرنسيس، الأب الروحي لـ 1.2 مليار كاثوليكي حول العالم، الناس إلى الشجاعة لمواجهة الفيروس. وأحيا الحبر الأعظم الذي خضع مرتين لفحص كوفيد-19، قداس أحد الشعانين عبر البث المباشر من ساحة القديس بطرس التي غابت عنها الحشود الضخمة المعهودة خصوصاً في هذه الفترة من العام بينما بدت الكاتدرائية شبه خالية.
وبينما يستعد المسيحيون الكاثوليك للاحتفال بعيد الفصح، أغلقت الكنائس فيما يتم بث القداديس عبر التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي.
« الأسبوع الأصعب » في بلاد العم سام
لكن عبر الأطلسي هيّأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب مواطنيه لتوقع عدد « مروع للغاية » من الوفيات خلال الأيام المقبلة، بينما تجاوز عدد الإصابات المؤكدة في الولايات المتحدة 300 ألف – وهو العدد الأعلى في العالم (أي بدون احتساب نسب الوفيات مقارنة مع عدد السكان). وقال ترامب في البيت الأبيض « سيكون أصعب أسبوع على الأرجح » و »سيموت كثيرون ». ويقترب عدد الوفيات في الولايات المتحدة من العشرة آلاف حالة.
وفي ولاية نيويورك وحدها، مركز الوباء في الولايات المتحدة، ارتفع عدد الوفيات خلال الساعات الـ24 الأخيرة ليتجاوز 4100، وبلغت الوفيات 594 حالة وفاة، وهو عدد أقل بقليل عن ذاك الذي تم تسجيله في اليوم السابق، لكن حاكم الولاية أندرو كومو شدد على أنه لا يزال « من المبكر » استخلاص النتائج. وقال « لا نعرف إن كان العدد سيرتفع أم ينخفض في الأيام القليلة المقبلة ». وحذّر كومو السبت من أن الأسوأ لم يأت بعد وأن المستشفيات التي تعاني أساسا من الضغط لا تبدو جاهزة. وناشدت سلطات مدينة نيويورك أي شخص يحمل شهادة طبية للتطوع. وفيما وصف ترمب المدينة بأنها « الأكثر سخونة من بين المناطق الساخنة »، أكد نشر نحو ألف جندي، معظمهم أطباء وممرضون لمساعدة نيويورك.
الملكة إليزبيث الثانية: سننجح
وألقت الملكة إليزابيث الثانية خطاباً الأحد حضت فيه البريطانيين على إثبات أنهم على مستوى التحدي الذي يمليه كورونا المستجد. وفي خطاب متلفز نادر لها، استندت الملكة البالغة 93 عاماً إلى تجربتها إبان الحرب العالمية الثانية حين توجّهت إلى الأشخاص الذين اضطروا للانفصال عن عائلاتهم وأصدقائهم بالقول « سنلتقي مجدداً ». وتوجّهت الملكة بالشكر للطواقم الطبية التي تتولى التصدي لفيروس كورونا المستجد، داعية إلى توحيد الجهود من أجل تخطي الأزمة، ومتعهدّة « النجاح » في هذه المهمة.
بدورها حذّرت الحكومة البريطانية من أنها قد تشدد الإجراءات الرامية لفرض التباعد الاجتماعي في محاولة للحد من ارتفاع عدد الإصابات.
واليوم الاحد ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن حصيلة الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس في بريطانيا اقتربت من خمسة آلاف شخص. وأضافت أن حصيلة الإصابات زادت على 47 ألف شخص، مشيرة إلى أن بريطانيا ستواجه إغلاقاً وطنياً أكثر صرامة إذا ما دعت الحاجة، لوقف انتشار الفيروس.