خلف قرار يقضي بتحويل مرضى عقليين، كانوا يتلقون علاجهم بمستسفى ابن مسيك سباتة بالدار البيضاء إلى مستشفر آخر، استياء عائلاتهم التي أصدرت بلاغا للتنديد، خصوصا بعد علمهم أن سبب ترحيل المرضى الـ 24 هو تخصيص أسرّتهم لمرضى كورونا.
وقالت العائلات، في بلاغ لها أصدرته اليوم (الجمعة)، أنهم تفاجؤوا ليلة الخميس وصبيحة اليوم الجمعة، بقرار وصفوه “بغير الإنساني ولا أخلاقي ولا قانوني، تقدم عليه جهة لا أحد يعرف من تكون، حيث تقرر إخراج مرضى عقليا وعددهم 24 مريضا من غرفهم، التي كانوا يتلقون العلاج فيها لسنتين أو ثلاثا، ويرمون بهم نحو مصير مجهول”.
وأضافت العائلات، أنها “قادت أبنائها إلى مقر مستشفى مهجور بعين الشق، كان مخصصا لمرضى “الجدام” في السابق، حيث لا مرافق صحية ولا أبواب ولا نظافة المكان ولا شيء يشير أن الفضاء يخص مرضى أو هو تابع لوزارة الصحة، وفيه تقرر تجميع كل المرضى الـ 24 في غرفة واحدة، رغم خطورة حالة بعضهم المرضية وما يمكنه أن يشكله على غيره”.
وأشارت العائلات، أنهم انطلقوا فور سماع الخبر للاطلاع على أحوال أبنائهم وأقاربهم، فوجدوا أنه فعلا تم تنقيلهم في ظروف مزرية لم تتوفر فيها شروط الوقاية والحماية اللازمتين لهذه الفئة من المرضى، خصوصا أنهم مرضى عقليون لا يعرفون كيف يتعاملون مع فيروس كورونا إذا أصاب أحدهم، وقد يتسببون في كارثة لهم وللمحيطين بهم.
ووجه آباء وأمهات المرضى الـ 24 المرحلين نداء استغاثة لوزير الصحة، ليتدخل فورا لإرجاع المرضى المذكورين إلى المستشفى (بن مسيك سباتة)، حيث اعتادوا تلقي العلاج، مؤكدين أن هؤلاء المرضى هم الأولى بالعناية لطبيعة مرضهم، وإنهم ليسوا مواطنين من درجة ثانية، وأن العناية الطبية يجب أن يحظى بها جميع المرضى بدون استثناء، وإن التظاهر أمام الرأي العام بالعناية بمرضى كورونا، لا يجب أن يكون على حساب المرضى عقليا”.
ورفع الآباء والأمهات والأقارب نداء إلى الملك لأن يتدخل بإعطاء تعليماته السامية، لينقذ المرضى المذكورين. وأعلن الآباء والأمهات والأقارب، أنهم سيظلون معتصمين قبالة المستشفى بعين الشق إلى حين إرجاع أبنائهم إلى غرفهم بمستشفى بن مسيك في سباتة، لأنهم بصدد تقديم المساعدة لأشخاص هم في خطر، ولأن الخطر جاء ممن يفترض فيهم علاج المرضى عقليا”.
وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء المرضى جيء بهم من “بويا عمر”، عندما تدخلت السلطات لتحرير المرضى من الاحتجاز والتعذيب، الذي كانوا يعانون منه هناك، فهل مصير هؤلاء المرضى الـ 24 هو أن تتقاذفهم القرارات، تتساءل العائلات.