يدرك الإسباني جوسيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، أن تخليد اسمه في ذاكرة النادي الإنجليزي، يمر عبر تحقيق حلم الفوز بمسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، والتي يستهل مشواره القاري فيها ضيفاً على شاختار دانييتسك الأوكراني، ضمن منافسات المجموعة الثالثة لدور المجموعات. وهيمن سيتي على الكرة الانجليزية منذ أن تولى جوارديولا منصبه في عام 2016، ففاز بالدوري الممتاز عامي 2018 و2019 وبالكأس المحلية عام 2019، وبكأس رابطة الأندية المحترفة مرتين. غير أن النتائج على الساحة الأوروبية لم ترق إلى الآمال المرجوة.
وتبقى أفضل نتيجة لسيتي في دوري الأبطال مع سلف جوارديولا مانويل بيليجريني، حيث بلغ الدور نصف النهائي في الموسم الأخير للمدرب التشيلي (2015-2016).
ولم تكن حملات السيتي في المسابقة القارية هادئة، فالموسم الماضي خرج الفريق بصعوبة أمام مواطنه توتنهام هوتسبر في ربع النهائي، بعد خسارة في لندن ذهاباً صفر-1، وفوز غير كافٍ إياباً 4-3، في مباراة مثيرة شهدت إلغاء هدف له في الثواني الأخيرة.
وفي الموسم ما قبل الماضي خرج أمام ليفربول في الدور ربع النهائي. ويبدو سيتي على الورق المرشح الأبرز لتصدر مجموعته، بعدما أوقعته القرعة مع فرق سهلة نسبياً، فإلى جانب شاختار دانييتسك سيواجه أيضاً أتالانتا الإيطالي المشارك للمرة الأولى، ودينامو زغرب الكرواتي.
ويصر جوارديولا على أن لاعبيه سيعيدون الفريق إلى المقدمة برغم افتقادهم جهود لابورت، مجدداً ثقته بهم.
وبينما يقود الشاب جواو فيليكس، الموهبة البرتغالية الصاعدة، فريقه الجديد أتلتيكو مدريد في محاولة الثأر من فريق مواطنه كريستيانو رونالدو، عندما يحل يوفنتوس الإيطالي ضيفاً على النادي الإسباني في مستهل حملة الفريقين بالأبطال. وسيخوض فيليكس «19 عاماً» الذي يرشحه الكثيرون ليكون خليفة رونالدو، مباراته الأوروبية الأولى في مسيرته، عندما يلتقي الفريقان على ملعب «واندا ميتروبوليتانو» في العاصمة الإسبانية، ضمن منافسات الجولة الأولى من المجموعة الرابعة. وقاد رونالدو اليوفي إلى ربع النهائي الموسم الماضي، عندما سجل هاتريك أمام أتلتيكو انتهى بها إياب دور الـ16، بعدما سقط صفر-2 ذهاباً. واحتفل كريستيانو بطريقة استفزت جماهير أتلتيكو الحاضرة في ملعب «أليانز ستاديوم» في تورينو، وسيسعى فيليكس للثأر لجماهير فريقه الجديد الباحث عن لقبه الأول في المسابقة القارية.
وصل فيليكس هذا الصيف إلى «روخيبلانكوس» بصفقة قياسية للنادي بلغت 126 مليون يورو، قادماً من بنفيكا الذي سجل معه 20 هدفاً الموسم الماضي، وقاده إلى اللقب المحلي وربع نهائي مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليج». وأظهر فيليكس معدنه خلال المباريات الاستعدادية قبل انطلاق الموسم، بما فيها انتصار بنتيجة 2-1 على فريق «السيدة العجوز» خلال مباراة ودية.
في المقابل، يطمح رونالدو لتحقيق لقبه السادس في دوري الأبطال، ومواصلة تسجيل الأهداف، علماً أنه حامل الرقم القياسي في المسابقة «126 هدفاً».
وأكد فيليكس الذي يتطلع لتسجيل هدفه الأول في المسابقة: «أنا هنا لأكتب قصتي، كريستيانو هو كريستيانو.. وأنا أريد أن أكون نفسي، أنا هنا في أتلتيكو مدريد لكي أكتب قصتي الخاصة».
ويأمل نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، ألا تتكرر ذكرياته الأليمة في الأبطال، عندما يستضيف على ملعب «حديقة الأمراء» ريال مدريد الإسباني، في مستهل منافسات المجموعة الأولى في المسابقة القارية. المواجهة القارية الأخيرة بين الطرفين تعود إلى موسم 2017-2018، حين خرج سان جيرمان الذي افتقد حينها لجهود نجمه البرازيلي نيمار بسبب الإصابة، من دور الـ16 بعد خسارته في مجموع المباراتين 2-5. وقبل انطلاق حملته الأوروبية الجديدة على ملعبه، يبدو مدرب سان جيرمان، الألماني توماس توخل أمام السؤال الأصعب: هل بإمكان الفريق بلوغ الدور نصف النهائي لدوري الأبطال على الأقل هذا الموسم؟ فمنذ العام 2012، لم يتمكن نادي العاصمة الفرنسية منذ تخطي ربع النهائي، علماً بأنه فشل في المواسم الثلاثة الماضية في تخطي ثمن النهائي حتى. ويعتبر اللقاء أمام النادي الملكي حامل الرقم القياسي بعدد الألقاب «13 آخرها ثلاثة على التوالي من 2016 حتى 2018» المواجهة الأصعب لسان جرمان في مجموعة تضم أيضاً جلطة سراي التركي وكلوب بروج البلجيكي، ومن غير المرجح أن يفشل زملاء نيمار في العبور للدور التالي.
وفي باقي المباريات، يستضيف كلوب بروج البلجيكي نظيره جلطة سراي التركي بالمجموعة الأولى، وفي المجموعة الثانية يلعب أولمبياكوس مع توتنهام ويخوض بايرن ميونيخ مواجهة عندما يستضيف النجم الأحمر الصربي، ويلتقي دينامو زغرب مع أتالانتا بالثالثة، أما المجموعة الرابعة فتشهد بجانل قمة أتلتيكو واليوفي مواجهة بين باير ليفركوزن ولوكوموتيف موسكو.
(أ ف ب)