بعد مضي أسبوع فقط من إعطاء الضوء الأخضر لدور السينما بإعادة فتح أبوابها، أمرت السلطات الصينية مجددا بإغلاق جميع القاعات السينمائية في البلاد في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى تحقيق توازن بين إعادة تحريك عجلة الاقتصاد وتفادي موجة ثانية من تفشي فيروس “كورونا”.
وذكرت صحيفة الغارديان، أمس (الجمعة)، أن أرباب القاعات السينمائية الصينية تلقوا، أول أمس (الخميس 27 مارس)، إشعارا بإغلاق دور العرض بعد الإبلاغ عن حالة عدوى بالفيروس منقولة محليا في تشجيانغ، المدينة المجاورة لشنغهاي العاصمة المالية للصين، علما أن القاعات السينمائية في بعض المدن الصينية فتحت أبوابها يوم 20 مارس الجاري، بعد إغلاق دام زهاء ثلاثة أشهر.
وفي حين استأنفت قاعات سينمائية العمل في بعض المدن، ظلت أخرى مغلقة، ولاسيما في المدن الكبرى كمدينة شنغهاي التي كان سكانها، البالغ عددهم قرابة 30 مليون نسمة، يترقبون إعادة فتح الشاشات الكبرى يوم أمس الجمعة .
وذكرت المصادر أن الإصابة بالفيروس محلية المصدر كانت الوحيدة ضمن 55 حالة إصابة وافدة على الصين من الخارج ذلك اليوم.
وكانت صناعة السينما الصينية من بين أكثر الصناعات تضررا من الوضع الوبائي. وأعلنت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، أعلى هيئة تخطيط اقتصادي في الصين، في أعقاب اجتماع مع المديرين التنفيذيين في الصناعة والهيئات ذات الصلة يوم الخميس، أنها قدمت مقترحات بدعم مالي للقطاع، دون أن تكشف عن حجم هذا الدعم. وأضافت اللجنة في بيان، نشرته على موقعها على الانترنت، أن “وباء كورونا الجديد كان له تأثير شديد على صناعة السينما”، مبرزة أن الشركات “تواجه تحديات خطيرة تهدد مستقبلها”.
ووفق موقع “فرتشن”، ارتفعت الخسائر التي تكبدتها الصناعة السينمائية والناجمة عن انهيار مبيعات التذاكر، إلى ملايين الدولارات خلال هذه الفترة الوبائية.
وأضاف المصدر أن استمرار إغلاق دور العرض والمسارح في الصين قد يتسبب في خسائر تصل إلى 4 مليارات دولار بحلول نهاية شهر مارس.
وانخفضت أسهم شركة “واندا فيلم هولدينغ” المشغلة للسينما في الصين، والتي يسيطر عليها الملياردير وان إجيانلين بنسبة 25 في المئة منذ بداية يناير الماضي، فيما تراجعت أسهم شركة “إيماكس شاينا هولدينغ”، التي تدير الشاشات الكبرى في البلاد، بنسبة 21 بالمئة ، بينما انخفضت أسهم “بيجين إنلايت ميديا”، واحدة من أكبر استوديوهات الصين، بواقع 17 في المئة، حسب بيانات الموقع.