بعد تكوين أساسي شامل استمر أربعة أشهر، التحق 95 مجندا في إطار الخدمة العسكرية بالمؤسسة المركزية لتزويد التموين للقوات المسلحة الملكية بالنواصر، حيث سيخضعون لفترة تكوين ثانية متخصصة.
وأنهى هؤلاء الشباب، المنحدرين من مختلف مناطق المملكة، مرحلة تكوينية مهمة جدا تمحورت حول الجانب العسكري، خاصة ما يتعلق بالقانون الداخلي، والحركات والوضعيات العسكرية، والسلوك العسكري، والأمن العسكري، والانضباط، وحس المسؤولية والتربية والتأهيل الذاتي.
فداخل مركز النواصر، سيتم توفير كل الوسائل والقدرات الضرورية لإنجاح هذه الفترة التكوينية المتخصصة الجديدة، والتي ستخول للشباب المستفيدين امتلاك المهارات اللازمة للتخصص في إحدى المهن، وبالتالي ضمان اندماجهم المهني والاجتماعي.
وفي هذا الصدد، أوضح الليوتنان كولونيل كريم ميال، رئيس المؤسسة العسكرية لتزويد التموين، في تصريح بالمناسبة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه ” تنفيذا للتوجيهات السامية للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، انطلقت المرحلة الثانية (مرحلة التخصص) من عملية الخدمة العسكرية ابتداء من شهر يناير الماضي، وذلك عقب مرحلة تكوين أساسي مشترك تمت في ظروف جد جيدة”.
وأعرب الليوتنان كولونيل ميال، أيضا، عن ارتياحه الكبير للظروف الجيدة التي تجري فيها المرحلة الثانية، مبرزا أن الـ 95 مجندا اللذين تم استدعاؤهم وزعوا على أربعة تخصصات، تشمل “مساعد تقني متخصص في إصلاح آليات التسخين”، و”مساعد تقني متخصص في إصلاح آليات التبريد”، و”مستعمل آليات التسخين والتبريد” و”خباز”.
وأضاف أنه “تم وضع كل الإمكانيات البيداغوجية واللوجيستيكية والبشرية والمادية رهن إشارة هؤلاء الشباب المغاربة للنجاح في هذا التكوين، وبلوغ الهدف الوحيد المتمثل في إتقان مهنة تتيح لهم الاندماج الاجتماعي والاقتصادي في سوق الشغل”.
ويتابع المجندون المستفيدون دروسا نظرية داخل مدرج التكوين، قبل الانتقال إلى الجانب التطبيقي داخل ورشات، سيقوم فيها المكونون والمؤطرون بمواكبة هؤلاء المجندين لتلقينهم المهارات والخبرات الضرورية لإتقان المهن المطلوبة.
فداخل ورشة صيانة المعدات والتجهيزات، سيتلقى المستفيدون تكوينا تطبيقيا لما تعلموه في المجال، خاصة الكهرباء والتلحيم والميكانيك، فضلا على أنه سيتم اختبار قدراتهم ومعارفهم من خلال تجارب محاكاة لوضعيات أعطاب مختلفة.
وإلى جانب هذه الورشة، هناك ورشة أخرى خاصة ب “التبريد”، تتيح للمتدربين المعاينة عن قرب لمكونات وشروط تشغيل آليات التبريد، وكذا إصلاح وصيانة هذه الآليات.
أما داخل ورشة “الخبازة”، فيتعين على المجندين اتباع مسار تكويني دقيق، تم اختيار وحداته بعناية كبيرة، حيث سيقومون بإنتاج كمية من الخبز تصل إلى 12 ألف خبزة يوميا، توزع على العسكريين التابعين لمنطقة النواصر.
وعن أهمية هذا التكوين، أبرز المجند معاذ رزكي، الذي اختار تخصص “التبريد والتكييف”، أنه “بعد مرحلة أولى هي مرحلة التكوين الأساسي الشامل بقصبة تادلة، حيث اكتشفنا القواعد الأساسية للخدمة العسكرية، بدأنا مرحلة جديدة هي مرحلة التخصص داخل هذه المؤسسة، التي أتاحت لنا فرصة التعرف عن قرب على مجموعة من الآلات والمعدات”.
وقال “استفدنا من دروس نظرية وتطبيقية حول الأجهزة والمعدات المستخدمة في هذا المجال”، مشيرا إلى جودة التكوين والتعامل الجيد للمؤطرين.
وأكد أن “هذا التخصص، ودون أي شك، سيفتح له آفاق مستقبلية جديدة، وسيساعده على الاندماج في سوق الشغل”، مشجعا الشباب المغاربة على التوجه نحو الخدمة العسكرية التي تبقى “تجربة مفيدة وغير مسبوقة”.
ومن جهته، أوضح المؤطر بورشة المخابز ومعدات المطابخ سعيد عبد العزيز المغيلي أن هذه التكوينات انطلقت بدروس نظرية للتكيف مع المبادئ والقواعد التقنية الأساسية لهذا التخصص، قبل الانتقال لتلقي دورات تطبيقية تروم تعريف المتدربين بمختلف الأجهزة والمعدات.
وتابع أنه رغم بعض الصعوبات المسجلة في البداية، لاسيما مع “بعض العناصر التي لم تتعامل بالجدية المطلوبة مع هذا التكوين”، فإن مجموع المجندين الذين تم استدعاؤهم، وبمرور الوقت، استوعبوا أهمية هذه المهنة، وعبروا عن إرادة ورغبة قويتين للمضي في هذا التكوين.
وتم إطلاق عملية تكوين الـ 15 ألف مجند المدعوين للخدمة العسكرية لموسم 2019/2020 رسميا بداية شتنبر 2019 عبر 14 مركزا للتكوين تابعا للقوات المسلحة الملكية، موزعة عبر التراب الوطني، وتشمل الحاجب وقصبة تادلة وكرسيف وتمارة والدار البيضاء والناضور والقصر الصغير والحسيمة ومكناس والقنيطرة وسيدي سليمان وبن كرير ومراكش وبنسليمان.
وتلقى المجندون تكوينات في مجالات متعددة، كالتربية والتربية البدنية والتاريخ العسكري والقوانين العسكرية، وذلك بهدف تلقين هؤلاء الشباب القيم والمبادئ الوطنية السامية، وإعدادهم لنمط حياة جديد يقوم على حس المسؤولية والانضباط الكبير.
وتتمحور الخدمة العسكرية، وفق هذه الرؤية الجديدة التي تعكس الإرادة الملكية السامية في ازدهار الشباب المغربي، حول أربعة أهداف رئيسية، تهم التأهيل العسكري والتربية البدنية والعسكرية، وتعزيز التربية الذهنية والمدنية، علاوة على التأهيل التقني والمهني في مختلف التخصصات التطبيقية داخل وحدات القوات المسلحة الملكية.
السلام واش في سنة 2021 غادي يديرو التجنيد وشكرا