أكد محمد اليوبي مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض أنه “لا نستبعد تسجيل حالة إصابة بفيروس كورونا في المغرب”، مشيرا إلى أن هناك احتمال كبير لدخول الوباء، مضيفا أن الأوبئة لا تعترف بالحدود، وأن هناك استعدادات كبيرة، ولا يجب التهاون والاستخفاف، وفي المقابل لا ينبغي التهويل.
وأضاف اليوبي خلال لقاء صحافي جرى عقده مساء اليوم (الخميس) بمقر مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض، أن المغرب يتوفر على مخطط وطني لمواجهة الأوبئة والأمراض الطارئة، وأوضح أن هذا المخطط كان موجودا منذ 2013 وتم تحيينه وتكيفه لأنه يتضمن نفس طرق المعالجة، والمخطط يهدف إلى تكريس اليقضة والتصدي للفيروس الجديد.
وكشف اليوبي أن المخطط ينقسم لمرحلتين، تهدف الأولى إلى رفع القدرة الاستباقية من أجل اكتشاف الحالات بسرعة، والثانية تخص التكفل بها في ظروف جيدة كي لا ينتقل الوباء إلى آخرين، ويتعلق الأمر بتعزيز نظام اليقظة الصحية والمراقبة والاكتشاف المبكر للحالات، والبرنامج فيه تدخل لمجموعة من القطاعات وتنسيق كبير للجهود سواء داخل الصحة أو مع قطاع الصحة العسكرية والدرك الملكي والداخلية والقطاعات الأخرى.
وأشار المدير اليوبي، إلى أنه تم الانطلاق في تطبيق المخطط في المطارات والنقط الحدودية، وأضاف قائلا “لن نقيد انتقال الاشخاص والسلع ولكن سنعزز إجراءات المراقبة الصحية، وأوضح بأن عملية المراقبة لا تستهدف الجميع، ولكن هناك تشديد فيما يتعلق بالمسافرين القادمين من الصين وإيطاليا كوريا الجنوبية وإيران، حيث يتم توزيع ورقة في الطائرات عبارة عن استمارة يعبئها المسافرين لتسهيل معرفة الأماكن التي جاءوا منها.
وأكد اليوبي أن المغرب ملتزم بمبدأ اللوائح الصحية الدولية الذي تحدده منظمة الصحة العالمية، والانضباط لهذه اللوائح وتعزيز أنظمة المراقبة يتم ولكن دونما مبالغة، وأضاف بأنه تم تخصيص رقم هاتفي لتتبع الأوضاع والإبلاغ عن الحالات، ويتم تتبع أنواع الأسئلة التي ترد للتأكد إن كانت هناك جوانب لم تتم الإجابة عنها.
وأضاف أن المخطط يشكل بوصلة العمل في المرحلة، وأن وزارة الصحة لديها ما يكفي من التجهيزات، وهناك أجهزة مكلفة بالعمل، حيث تم وضع معايير لتشخيص المرض لإرشاد العاملين في قطاع الصحة. وأشار إلى أن هناك مختبرية بالرباط والدار البيضاء، بالإضافة إلى مختبر المستشفى العسكري، وتتوفر على أحدث ما يوجد للتشخيص الدقيق والكفاءات البشرية، يضيف اليوبي، وإلى جانب ما تتوفر عليه وزارة الصحة قال اليوبي، إن المغرب طالب منظمة الصحة الدولية بإضافة تجهيزات أخرى.
وقال اليوبي موضحا إن “كورونا فيروس قد يصيب الحيوانات والانسان، وأشار مطمئنا بأن هذا الفيروس لا يتميز بمقاومة كبيرة، فهو لا يعيش في العالم الخارجي لكن يعيش في المصاب به وينتقل من الأشخاص المصابين إلى غير المصابين في مساحة لا تتجاوز متر.
وأضاف مستطردا، أن الإجراءات التي تنصح بها وزارة الصحة من قبيل غسل اليدين واستعمال المرفق أثناء العطس وغيرها من النصائح ليست من باب العبث، بل هي اجراءات تحد من انتقال الفيروسات وينبغي تطبيقها.
وأبرز اليوبي أن إنتشار المرض أو مايسمى علميا بR0 يوضح أن كورونا ليس بالخطورة الكبيرة، فمثلا الزكام ممكن أن يعادي من 2 الى 3 أشخاص، فيما يعادي فيروس سراس 2، وأضاف بأن كورونا فيروس ممكن أن يعادي من اثنين إلى ثلاث مثله مثل الزكام، واستحضر اليوبي الدراسة التي أنجزت على الصين حيث أن أكثر من 84 بالمائة حالات حميدة في كذا و13.6 بالمائة متوسطة و4 بالمائة هي نسبة الحالات الصعبة.
وأضاف معطيات أخرى، فمن كل مئة شخص 3.5 يموتون والتماثل للشفاء يصل إلى نسبة 34.6 بالمائة والبقية لا زالت تعالج وفي طريقها للشفاء، وقارن اليوبي كورونا بالفيروسات السابقة مؤكدا أن فيروس السراس 2003 كانت نسبة الوفيات 10بالمائة، وفيروس الماس كورونا كانت نسبة الوفيات 33بالمئة.
وذكر اليوبي بالمعطيات المسجلة إلى حدود الصباح فيما يتعلق بإنتشار وباء كورونا، فالحالات المسجلة 82165 حالة على الصعيد العالمي والرقم يتغير تنتشر 44 دولة، وأضاف بأن لا يعرف إن كان هناك خزان ينتج الوباء، كما دعا إلى ضروري التمييز بين حالات تسجيل الإصابة بالمرض والأماكن التي يخرج منها الوباء، وقال بأن عدد المتماثلين للشفاء بلغ 33000.
وفيما يتعلق بطرق انتشار الفيروس أشار اليوبي، إلى أن المصاب لا ينقل الفيروس إلا بعد ظهور مظاهر المرض العطس والسعال.. مضيفا أن علامات هذا الفيروس عادية والمعلومات تقول بأنه يصيب الأشخاص المتقدمين في العمر والحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة.
وفيما يخص الحالات المسجلة بالمغرب، أشار أنه إلى حدود صباح اليوم سجلت 19 حالة مشتبه فيها كلها كانت سلبية، وأضاف “نتعامل بأن الحالة مصابة حتى نتأكد من العكس، خصصنا غرفة على الأقل بكل إقليم، ويتم أخد عينات لتحليلها بالمختبر حيث تتطلب التحليلات3 إلى 4 ساعات للتأكد منها، وفي حال ظهور حالات هناك غرف مجهزة بأحدث التقنيات، مثل خاصية أن الهواء يدخل ولا يخرج والعمل تنقية الهواء، ومختبراتنا يشهد لها بالكفاءة عالميا..”.
وعن إعادة الطلبة المغاربة من الصين، قال اليوبي، كنا من أوائل الدول التي جلبت رعاياه وتم تظافر الجهود وتطبيق الخطة كما ينبغي وتم التأكد أن ليس هناك من يحمل الفيروس، وهذا ما دفع العديد من الدول إلى مطالبتنا بتقديم تجربتنا لتتم الاستفادة منها.