قدم عبد اللطيف وهبي، المرشح لمنصب أمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة، المنصب الذي سيتم الحسم فيه بعد أسبوع في مؤتمر الحزب بالجديدة، وثيقة سياسية يأمل من خلالها إرجاع الروح إلى حزب الأصالة والمعاصرة بعد سلسلة من الصراعات التي عاش على إيقاعها، والتي وصلت به إلى كيل الاتهامات والبيانات المتضاربة وردهات المحاكم.
وركز عبد اللطيف وهبي، خلال هذه الوثيقة التي عنونها بـ “أسئلة آنية حول قضايا الديمقراطية والمرجعية الفكرية والعزوف وحقوق الإنسان والحريات واختلال المساواة الاجتماعية”، على ضرورة إحداث قطيعة شاملة تنتقل بالحزب مما أسماه “من شجاعة التأسيس إلى شجاعة النقد والقطيعة البناءة”.
وانطلقت الوثيقة السياسية، التي سيتقدم بها عبد اللطيف وهبي في المؤتمر الرابع لحزبه، من فكرة مفادها أن أنصار الديقراطية واقعون في الإنتظارية، وأن “الثقة بالمفعول التلقائي للتاريخ هي مرض الديمقراطيين المغاربة”.
وقال وهبي في وثيقته أنه من أسباب العزوف السياسي هو الهوة التي تفصل يوم الإقتراع الذي تكون فيه السيادة للشعب عن باقي أيام الولاية الحكومية، حيث شدد وهبي على ضرورة تجاوز هذه الهوة من إجل إعطاء نفس للحياة السياسية.
لينتقل بعدها إلى طرح فكرة “إنجاز ثلاث قطائع أساسية وحيوية لتطور الحزب وإعطائه نفسا جديدا وقوة جديدة نحو تحقيق الأهداف التي أسست مشروعيته التاريخية”.
وحسب نص الورقة السياسية، فإن أول قطيعة هي القطيعة التنظيمية، والتي “يجب أن تنصب على تفكير جديد في الأداة الحزبية”، ذلك أن الحزب يعاني من البيروقراطية، وهو الشيء الذي شخصته الوثيقة بأنه تم “بناء حزب في مدينة الرباط، تمتلكه قيادة، تقتصر مهامه على الأوامر، والضبط وتنظيم مناسبات حزبية، واستحقاقات سياسية وطنية، واستصدار خطابات وبلاغات وبيانات”.
وتأسيسا على ما تقدم، تضيف الوثيقة بأن الحزب أصبح “يفتقر لامتداده الواقعي ودون حياة داخلية تجعله حساسا لمختلف ظواهر وقضايا المجتمع المغربي”، وعليه فمؤتمر الحزب مطالب أن يجد صيغا وآليات تجعل الحزب يعيش كتنظيم شعبي يمتد لمختلف مفاصل المجتمع، وينشط الحياة الحزبية الداخلية لتمده بالطاقات والأفكار، تضيف الوثيقة.
وتتعلق القطيعة الثانية المطلوبة بالقطيعة السياسية، وهي التي تصب في “جعل الحزب يستعيد زمام المبادرة ويخرج من دائرة الانتظارية، ومن الأدوار التابعة لمبادرات الدولة ومؤسساتها”.
وتضيف الورقة السياسية التي يتقدم بها وهبي، بأت المؤتمر الرابع “ملزم بصياغة برنامج سياسي يعبئ حوله حلفاءه السياسيين، ويمد يده للجميع، لا عداء مبدئي مع أي أحد، وينشأ مبادرات عملية تنصب حول قضايا حيوية للمجتمع المغربي، يلعب فيها دورا طلائعيا يمكنه من المساهمة في رد الاعتبار للسياسة وإضفاء طابع المصداقية على مؤسساتها”.
كما تقترح الوثيقة السياسية قطيعة ثالثة وهي القطيعة الفكرية، حيث يجب على أعضاء الحزب “أن يتذكروا أن الديمقراطية ليست فكرة جاهزة نؤمن بها لجمالية مفرداتها. بل هي أفق للتفكير، ومجال الإبداع، ونشاط للتعدد والاختلاف، وإطار للتضحية”، لهذا على المؤتمر المقبل أن يكون “انطلاقة لجيل جديد من الأفكار و المقترحات.
هذا وتعود الوثيقة في كل مرة إلى التذكير بالأعطاب الداخلية للحزب و”أعطاب سلوك بعض قيادييه في الأمانة العامة للحزب ومحيطها”، والتي رغم وجودها استطاع الحزب أن يقدم الكثير للمشهد السياسي، حسب ما تفيد الوثيقة.