أكدت نتائج البحث القضائي الذي أجرته فرقة الشرطة القضائية بمدينة تارودانت، تحت إشراف النيابة العامة المختصة أول أمس، تورط أبوين في تعريض ابنتهما القاصر البالغة من العمر سبع سنوات للإيذاء العمدي وافتعال حروق من الدرجة الثانية.
و حسب بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، فإن مصالح الأمن تفاعلت بجدية كبيرة مع بلاغ تقدم به أحد المواطنين الذي اشتبه في صياح الضحية المنبعث من منزل عائلتها، وهو ما استدعى فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للتحقق من الشبهة الجنائية لهذه القضية. وجاء ذلك بعدما كشفت الخبرة الطبية وجود حروق من الدرجة الثانية، في أطراف وبعض الأعضاء الحساسة من جسد الطفلة.
وخلص البحث حسب بلاغ المديرية إلى أن المعلومات الأولية للبحث تشير إلى الاشتباه في قيام الزوجين بتعريض ابنتهما للكي في أنحاء متعددة من جسدها، لأسباب جار البحث لتحديدها والكشف عن ملابساتها.
وتم الاحتفاظ بالأب المشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث القضائي الذي أمرت به النيابة العامة المختصة، بينما سيتم تقديم الأم في حالة سراح بعد الانتهاء من إجراءات البحث التمهيدي في هذه القضية، في وقت تم فيه إسعاف الضحية وإخضاعها للخبرات الطبية اللازمة.
ونقلت الطفلة إلى مستشفى المختار السوسي بتارودانت، إثر تعرضها من قبل والديها للكي في مناطق جد حساسة من جسدها، خاصة عضوها التناسلي، نتيجة أنواع الكي والتعذيب التي لحقتها. وصدم الأحد الماضي، الفريق الطبي الذي استقبل الطفلة، ببشاعة التعذيب الذي مارسه الأبوان على ابنتهما ذات السبع سنوات.
و وفق جريدة ”الصباح”، في عددها الصادر ليوم الخميس 23 يناير، فإن بعض سكان الحي الذي تقطنه أسرة الضحية بتارودانت، سمعوا صراخ الطفلة من شدة التعذيب التي تعرضت لها من والديها.
وقالت المصادر ذاتها إن صراخ الطفلة كان يسمع من منزل أحد الجيران، لعدة أيام، وهو ما استدعى إشعار مصالح الشرطة، التي تجاوبت بسرعة.
واقتحم رجال الأمن المسكن بأمر من النيابة العامة، ليضبطوا حالة الطفلة المتردية، وعلى جسمها آثار التعذيب والحروق، وتم اعتقال الأب الأربعيني ووضعه تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، فيما تم عرض الطفلة على الطبيب المختص بالمستشفى الإقليمي المختار السوسي.