دعا محمد بودرا رئيس المنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة ورئيس الجمعية المغربية لرؤساء المجالس المنتخبة اليوم الأربعاء بمدريد إلى التوزيع العادل والأمثل للتمويلات الموجهة للمناخ بين كل مكونات المجالات الترابية وذلك من أجل تمكين الحكومات المحلية من مواجهة تحديات التغيرات المناخية.
وأكد محمد بودرا خلال اجتماع رفيع المستوى نظمه في إطار مؤتمر ( كوب 25 ) الاتحاد الإسباني للبلديات والأقاليم والمنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة على أهمية الريادة والإشراك الفعال والقوي للمجالس الجماعية المنتخبة وهيئات ومكونات المجتمع المدني إضافة إلى القطاع الخاص من أجل تنفيذ هذه المهمة المتمثلة في إنقاذ كوكب الأرض.
وقال رئيس المنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة في افتتاح أشغال هذا اللقاء الذي حضره العديد من الوزراء وعمداء المدن والمستشارين والمسؤولين المحليين من مختلف دول العالم “نحن بحاجة إلى حكامة شاملة وإطار مؤسساتي يوفر الدعم المالي للبرامج الدولية ويضبط التوزيع العادل على مختلف المجالات الترابية “.
وأوضح أن الانتقال الإيكولوجي “لن يكون حقيقة ملموسة بدون احترام وإعمال مبادئ التضامن وبدون جعل المناطق والجهات الترابية فضاءات لدعم وتعزيز القيم والمبادئ الإنسانية ” مضيفا أن على هذا التضامن أن يرتكز على تقاسم الخبرات والرؤى والأفكار في إطار ” نظام متعدد المستويات وحقيقي للحكامة “.
ودعا في هذا الصدد إلى عدم تبخيس الأدوار التي تقوم بها الحكومات المحلية والمجالس المنتخبة في أجندة المشاريع والبرامج الخاصة بالعمل المناخي مشيرا إلى أن التوزيع العادل والأمثل للمساهمات المحددة وطنيا يجب أن تحظى بالأولوية في أجندة ما بعد 2020 .
بعد أن ذكر بان المغرب اعتمد بكل جهاته برامج واستراتيجيات من أجل الوفاء بتعهدات المملكة في المجال الطاقي شدد محمد بودرا على ضرورة الرفع من مستوى الطموح واعتماد شراكات مثمرة من أجل الانتقال إلى العمل والفعل الملموس .
وقال في نفس السياق ” إن الحكومات المحلية تعد من الفاعلين الأساسيين والمحوريين في تنمية وتطوير وتنفيذ السياسات الوطنية حول المناخ ” ودعا إلى مضاعفة الجهود في إطار مقاربة تشاركية مع جميع الجهات المعنية من أجل تحقيق الأهداف المسطرة .
من جانبه أكد لويس بلاناس وزير الفلاحة والصيد البحري والتغذية الإسباني المكلف بمهام وزارة السياسة الترابية والوظيفة العمومية أن التدخل على المستوى المحلي ” يظل أساسيا ومحوريا من أجل تنفيذ وإعمال السياسات الوطنية من أجل المناخ ” مشيرا إلى ضرورة إيجاد ” حلول عاجلة وفعالة لمواجهة تحدي التغيرات المناخية .
وشدد المسؤول الإسباني على أنه ” أضحى من الضروري والملح في الوقت الراهن أن نجعل من مدننا ومن الجماعات المحلية والترابية والبلديات فضاءات مستدامة تحترم البيئة والمحيط الإيكولوجي وذلك عبر التخفيض من انبعاثات الغازات الدفيئة “.
وقال بلاناس إن العمل العاجل على المستوى المحلي ” هو ضرورة وليس خيارا من أجل المضي قدما في مكافحة التغيرات المناخية وبالتالي عدم إحباط الأجيال المقبلة ” .
حضر أشغال افتتاح هذا الاجتماع رفيع المستوى الذي نظم تحت شعار ” التزام الجماعات المحلية اتجاه تغير المناخ ” كارلوس مارتينيز مينغيز عمدة مدينة صوريا ونائب رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة ـ أوربا ونائب عمدة مدريد بيغونا فيلاسيس سانشيز .