في الوقت الذي أعلن فيه عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المعين المكلف بتشكيل الحكومة، انتهاء الجولة الأولى من المشاورات، وتأكيده أن ملامح الأغلبية الحكومية ستتضح الأسبوع المقبل، اندلع صراع قوي بين حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حول الأجدر بدخول حكومة أخنوش.
وسيجد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المعين، نفسه أمام ضرورة الحسم في الاختيار بين “الوردة” و”الجرار” لدخول حكومته، لاسيما أن تواجد الحزبين معا سيخلق اضطرابا في انسجام الأغلبية المقبلة، في ظل التصريحات المتشنجة بينهما، كما سيؤثر في خلق التوازن مع المعارضة، في وقت سيحسم حزب الاستقلال تواجده في الحكومة، بعد توصله بدعوة رسمية من زعيم التجمع الوطني للأحرار.
واتضح الصراع بين الحزبين من خلال خرجات حزبي وهبي ولشكر الأخيرة. ففي الوقت الذي صرح فيه حزب الأصالة والمعاصرة، على لسان أمينه العام عبد اللطيف وهبي، خلال لقاء تشاوري أمس (الأربعاء)، بأن صناديق الاقتراع أفرزت أغلبية مكونة من ثلاثة أحزاب، في إشارة تقصي حزب الاتحاد الاشتراكي الذي حلّ رابعا، رد هذا الأخير بدعوة صريحة لإقصاء “الجرار” من التحالف الحكومي المقبل.
وأكد وهبي في كلمته أن يوم 8 شتنبر “وجه رسائل ديمقراطية داخلية، واختار بوضوح أغلبية سياسية مكونة من ثلاثة أحزاب فقط، قد تشكل في حالة نجاح المشاورات، أرضية مواتية وغير مسبوقة لتشكيل تحالف سياسي مشروع ومنسجم، اختارته الصناديق بكل ديمقراطية وحرية وشفافية”.
من جانبه، لم يخفِ حزب الاتحاد الاشتراكي رغبته في عدم دخول “البام” إلى الحكومة المقبلة، إذ أفاد في مقال على صحيفته “الاتحاد الاشتراكي”، اليوم (الخميس)، بعنوان المبادئ والأهداف في تشكيل الحكومة، أن “القراءة البسيطة لمجريات ما بعد الاقتراع، في الديمقراطيات العريقة، تكشف بأن الحزب الذي يطمح إلى القيادة السياسية بواسطة الانتخابات، يُسقط طموحه في هذا الباب عندما يرتبه الرأي العام في الصف الثاني، لا سيما عندما يكون قد اختار حليفه السياسي، ورافع ضد الفائز في الانتخابات قبل… فوزه!”.
وهاجم مقال الاتحاد الاشتراكي “البام” قائلا “يجب ألا ننسى أن طرفي القطبية المصطنعة، حاولا قبيل الاستحقاقات، تكييف المناخ السياسي، ووضع إطار لعملهما، معا، وإذا كنا نؤمن بحرية كل الأحزاب في اختيار اصطفافاتها، فلا يمكننا أن نغفل قراءة القرار الشعبي الواضح والمسؤول”.
وأضاف في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة أن أحزاب “القطبية المصطنعة” تراجعت، مضيفا أن “المغاربة اختاروا إنهاء مرحلة التردد والقطبية المصطنعة، بكل ما في الكلمة من معنى، ولا يمكن «تأثيث» التناوب الجديد بآليات قديمة، قال المغاربة كلمتهم بشأنها”، وأنه “من المسيء للتناوب الجديد، والتماسك الحكومي، وللأعراف الديمقراطية، أن «نخدش» التصويت الشعبي، ونُحمّله ما لم يكن واردا في الإرادة الشعبية المعبر عنها يوم 8 شتنبر”.
ودافع المقال عن أحقية تواجد الاتحاد الاشتراكي في الحكومة المقبلة مفيدا أن “قراءة البرامج الانتخابية وقراءة السلوك السياسي قبل وبعد الاقتراع، واستحضار رهانات القوى السياسية الوطنية، كافية لكي تعطينا صورة عن الانسجام والتناغم والقوة المطلوبة في التركيبة الحكومية القادمة”.
ويتضح من خلال مؤشرات عدة، أن الحزبين لا يرغبان في التواجد داخل حكومة واحدة، ذلك أن كلا منهما يرى في تواجد الحزب الآخر إقصاء له من دخول الحكومة، ما يفسر تصاعد وتيرة التصريحات بينهما، في الوقت الذي سيكون على عزيز أخنوش الفصل في هذا الصراع.