أخلف سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وعوده مع ساكنة مدينة المحمدية، التي أطلقها لحظة الحملة الانتخابية لاستحقاقات 2016، ليغير ترشيحه خلال استحقاقات 2021 إلى دائرة المحيط بالرباط، ما يشكل استخفافا بساكنة المحمدية التي لم يقدم أمامها أي تقييم لحصيلته.
وكان سعد الدين العثماني قد وعد خلال الحملة الانتخابية بتشييد مستشفى إقليمي بمدينة المحمدية، وكذا وضع برنامج تأهيل حضري للمدينة، قبل أن يتنكر لهذه الوعود طيلة السنوات الخمس الماضية التي قضاها رئيسا للحكومة.
وبدل أن يتمتع بالشجاعة لمواجهة الساكنة بالأسباب الحقيقية التي حالت دون تحقيق الوعود التي أطلقها، فضل العثماني أن يبتعد عن وضع ترشيحه في المدينة خلال هذه الاستحقاقات متخوفا من التصويت العقابي الذي قد يواجه به.
وحول الموضوع ذاته، علق عبد المنعم بيدوري، المستشار بجماعة المحمدية عن حزب “البيجيدي”، قائلا أنه لن يترشح للانتخابات الحالية، لأنه “غير مقتنع بما قدمته القيادة الحالية للحزب، لا على مستوى الحزب ولا على مستوى الحكومة، وبالتالي فسيكون من غير المنطقي ان أترشح لأدافع وأرافع عن شيء لست مقتنعا به”.
وكشف بيدوري، في إشارة إلى العثماني، أنه يوجد “أمين عام ورئيس حكومة يعد المواطنين بمستشفى إقليمي ومشروع هيكلة للمدينة ويخلف وعده ولا يقدم اي توضيح او اعتذار ويرحل نحو دائرة أخرى للترشح مرة أخرى دون أي حرج!”، متسائلا “كيف لي ان اقوم بحملة انتخابية اقنع المواطنين بالتصويت وكيف أشرح لهم ذلك وأنا أجهل سبب تخلفه هذا؟!”.
وفي فيديو متداول لحملته الانتخابية السابقة، يظهر العثماني متحمسا إذ صرح “أنه عندما يكون لحزب العدالة والتنمية وزن داخل الحكومة سيخدم مصالح ساكنة المحمدية، لأنه سيكون هناك من يدافع عن المدينة”، لكن رغم تواجده في قيادة هذه الحكومة لم يحقق الوعود.
كما تعهد العثماني بإعداد برنامج تأهيل حضري خاص بمدينة المحمدية بدل أن تبقى تابعة لبرنامج تأهيل الدار البيضاء الكبرى، “ذلك لأن المدينة لديها مجلس جماعي خاص ولهذا تستحق برنامج تأهيل خاص بها، يدمج الجوانب الاقتصادية والبيئية والاجتماعية وجميع الملفات في مشروع متكامل وهذا ما سنشتغل عليه ونعد ساكنة مدينة المحمدية على أن نطلق هذا الورش”، على حد تعبير العثماني.