بعد سنوات من النضال المشترك والدفاع عن الأهداف نفسها، سبّب الانشقاق الأخير في صفوف فيدرالية اليسار الديمقراطي الاشتراكي، بعد قرار نبيلة منيب، الأمينة العامة للاشتراكي الموحد الانسحاب من الترشح المشترك، في وضع “رفاق الأمس” في مواجهة بعضهم البعض في العديد من الدوائر الانتخابية.
ومن أبرز هؤلاء الذين وضعتهم اختياراتهم السياسية في مواجهة رفاقهم، يوجد البرلماني مصطفى الشناوي، وكيل لائحة فيدرالية اليسار بدائرة أنفا في الدار البيضاء، الذي ينافس عبد الله أبعقيل ضمن الدائرة نفسها، بالرغم من أن هذا الأخير كان من أشد داعميه خلال الانتخابات الماضية.
كما أن أبعقيل، وكيل لائحة حزب الاشتراكي الموحد، كان قبل خمس سنوات من اليوم الثالث ضمن اللائحة التي فاز بها مصطفى الشناوي بواحد من المقعدين الذين حصلت عليهما الفيدرالية في الانتخابات الماضية، كما أنه كان من أبرز وجوه الحملة الانتخابية الداعمة للشناوي.
ويوجد المترشحين الخصمين في منافسة قوية مع أحزاب أخرى، إذ يسعى كل منهما إلى انتزاع مقعد برلماني في مواجهة كل من سعيد الناصري، مرشح حزب الأصالة والمعاصرة ورئيس فريق الوداد البيضاوي، والوزيرة السابقة بسيمة حقاوي، مرشحة حزب العدالة والتنمية، وحسن البركاني، وكيل لائحة الاستقلال.
ويشار إلى أن الانقسام في صفوف اليسار سيؤدي إلى إضعاف حظوظ أبعقيل والشناوي اللذان يخوضان منافسة قوية مع باقي الأحزاب الأخرى، في وقت سبق لهما أن قادا معركة مماثلة من الصفوف نفسها، الأمر الذي يزيد من التكهنات حول مصير ترشحهم خلال هذه الولاية.