في سياق الدعاية الانتخابية لخوض الاستحقاقات المقبلة، يتوسل حزبا العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، اللذين يعدان من أبرز المتنافسين على تصدر المشهد السياسي في الثامن من شتنبر المقبل، بما يعتبرونه إنجازات حكومية على امتداد ولايتين، ما أشعل حربا دعائية بينهما في تبني إنجازات القطاعات الحكومية.
وبينما يعمل حزب “الحمامة” منذ أشهر على الترويج لإنجازات وزرائه بمجموعة من القطاعات الحكومية، وعلى رأسها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، التي يرأسها عزيز أخنوش، ووزارة التجارة والصناعة والخدمات التي يرأسها مولاي حفيظ العلمي، يعمل “البيجيدي” في المقابل، على تبني هذه الإنجازات، باعتبارها إنجازات حكومية ولا فضل لحزب التجمع الوطني الأحرار فيها.
ففي الوقت الذي يدخل فيه “البيجيدي” إلى المنافسة الانتخابية المقبلة، مستندا على ما يعتبره حصيلة حكومية “مشرفة”، فهو لا يستثني الإنجازات التي يروج لها “الأحرار”، لكونها إنجازاته الخاصة في الحكومة، وخاصة مخطط الجيل الأخضر ومخطط التسريع الصناعي وكذا تعزيز الاستثمار والتنمية الاقتصادية وما يخص العالم القروي، عبر ترويج إعلام “البيجيدي” لكون هذه الإنجازات تعود لحكومة العثماني.
وعمل الموقع الرسمي لـ “البيجيدي” وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، على نشر تدوينات متتابعة، تخص بالأساس ما حققته الوزارات التي ترأسها “الأحرار” مرفوقة بمقاطع فيديو لكلمة العثماني خلال تقديمه الحصيلة الحكومية أمام غرفتي البرلمان، ما يؤشر على وجود صراع خفي بين الحزبين، في تبني الإنجازات باعتبارها وسيلة دعائية لاستمالة الناخبين. وضمن حملته الإعلامية، تبنى “البيجيدي” ما سماه المشاريع الكبرى بالقطاع الفلاحي، خصوصا تلك المرتبطة باستراتيجية الجيل الأخضر، موضحا أنها جاءت “بفضل اعتماد نهج تشاركي مع القطاعات الوزارية والتنظيمات المهنية بالإضافة إلى وضع نظام الحكامة الجيدة من أجل تنفيذ مضامين استراتيجية الجيل الأخضر”.
كما تبنى “البيجيدي” إنجازات وزارة الصناعة، مؤكدا أن حكومته أحدثت “بنكا من المشاريع الصناعية الجديدة المبدعة، التي تروم تعزيز النسيج الصناعي المحلي خاصة بعد جائحة كورونا، وذلك بهدف تغطية ما يفوق 34 مليار درهم من الواردات بالصناعات المحلية”، وهو الإنجاز الذي يدافع الأحرار عن كونه إنجازه الخاص في الحكومة.
وعكس ما يروج له حفيظ العلمي، كون إنجازات صناعة السيارات بالمغرب من صميم عمل حزبه، تبنى “البيجيدي” عبر صفحته “الفايسبوكية” الإنجاز المتعلق بصناعة السيارات، معتبرا أنه جاء “بفضل المجهودات الكبيرة التي بذلتها الحكومة من أجل تطوير هذا القطاع والرفع من مداخيل الصادرات الصناعية التي بلغت ما مجموعه 243 مليار درهم سنة 2019 مقابل 158 مليار درهم سنة 2013 بنسبة نمو بلغت 53%”.
وتبنت دعاية “البيجيدي” كذلك الإنجازات المتعلقة بتحسين مناخ الأعمال وتيسير حياة المقاولات، ودعم الاستثمار، وكذا إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار، والإنجازات المتعلقة بالعالم القروي الذي يدخل ضمن اختصاصات وزارة أخنوش، وهي الإنجازات التي يروج “الأحرار” عبر حملاته الإعلامية الممولة لكونها إنجازات خاصة بحزبه، مقدما على أساسها وعودا انتخابية للمغاربة.
ويذكر أن وزراء حزب التجمع الوطني للأحرار سبق لهم أن قاطعوا جلسة تقديم الحصيلة الحكومية، كما هاجم رئيس فريق “الأحرار”، خلال مناقشة الحصيلة، “البيجيدي” الذي قاد الأغلبية الحكومية، الأمر الذي اختزل مسارا من عدم الانسجام بين حزبي الأغلبية الحكومية طيلة الولاية الحالية.