وجهت آمنة ماء العينين، النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، دعوة صريحة إلى قيادة في حزبها، من أجل التوقف عن “توزيع صكوك الغفران وتنقيط المناضلين”، وضع حد “للحروب والدسائس وتبرير ما لا يبرر”.
وقالت ماء العينين في تدوينة أمس في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، إن “المناضلين الصادقين” داخل “المصباح”، يجدون خلال فترة قرب موع الانتخابات “حرجا كبيرا في توجيه الانتقاد لاختيارات قيادة الحزب… حتى لا يُفهم من ذلك الرغبة في إضعاف الحزب الذي أنهكته سياسيا توجهات طالما حذّر منها ومن نتائجها عدد مقدر من المناضلات والمناضلين الذين تمت مواجهتهم في أحيان كثيرة بأساليب التضييق والإقصاء، أو حتى التخوين وتوجيه الاتهامات”.
وأفادت ماء العينين، أن “هذا الصبر والتحمل والثبات دفاعا عن الفكرة الأولى وعن الرهان النضالي هو منهج الكثير من المناضلين غير الراضين عما آلت إليه أوضاع الحزب وحضوره وإشعاعه السياسي والشعبي، لكن جزء من قيادة الحزب-دون تعميم- يجب أن تلتقط الإشارة وتكف عن توزيع “صكوك الغفران” وتنقيط المناضلين والأعضاء كلما هم أحدهم بالتعبير عن رأي”.
وأضافت “قبل الانتخابات يواجه كل نقد بالرغبة في ابتزاز القيادة للحصول على التزكيات، وبعد انتهاء التزكيات تم الانتقال لتصريف الغضب بعد عدم نيل التزكيات وأن هدف النقد هو ذاتي ومصلحي، أثناء الحملة الانتخابية نسمع عن “التولي يوم الزحف” وغيرها من المقولات الدينية التي تُستدعى في سياقات تحتاج إلى الكثير من النقاش، بعد الانتخابات قد نسمع عن الرغبة في نيل قسط من الغنيمة إن تحققت نتائج جيدة، أو الشماتة اللاأخلاقية إن كانت النتائج غير مرضية. بعدها سنسمع عن حرب التموقعات التنظيمية في أفق المؤتمر الوطني”.
وتساءلت البرلمانية، “متى تنصت قيادة الحزب للنقد الداخلي وتتعامل معه بتواضع ورغبة حقيقية في المراجعة وعدم تخوين مناضلين أفنوا زهرة شبابهم في مشروع الحزب وتجرعوا الويلات دفاعا عنه ولازالوا ثابتين مصرين على البقاء باقتناع وإيمان؟”.
ودعت قيادة الحزب إلى احترام “صمت الناس وصبرهم على ما يعلمه البعض وما لا يعلمه الكثيرون، أوقفوا الحروب والدسائس وتنقيط الناس وتبرير ما لا يبرر ودعوا المناضلات والمناضلين يدبرون المرحلة دفاعا عن هذا الحزب الكبير الذي يحاجه الوطن، أنصتوا إلى الانتقادات ولا تعتبروا كل ما يحدث في الأقاليم والجهات معارك شخصية أو مصلحية وأنكم دائما على صواب”. كما حثة القيادة على تبني منهج التجميع والإنصات “لنبض المناضلين الحقيقين ونبض الشارع فهذا الوطن يحتاج إلى السياسة والسياسيين، ونحن نتابع مهرجان قتل السياسة وقتل المعني وتمييع كل شيء حتى صارت السياسة والترشح للمناصب الانتدابية مهنة من لا مهنة له مما جعل الكثيرين يرفضون الترشح”.
وأوردت أنه “إذا حظي حزب بمناضلين ومناضلات تزيد تجاربهم بداخله عن عشر وعشرين وثلاثين سنة فعلى قيادته أن تفعل كل شيء للحفاظ عليهم بدل التفريط السهل والارتكان إلى التبرير والتسفيه وتأجيل المشاكل السياسية والتنظيمية بتبني منهج المراوحة ومنطق “كم من حاجة قضيناها بتركها”.