تتحرك الولايات المتحدة لإجلاء كامل لسفارتها في أفغانستان، في وقت دخلت فيه حركة “طالبان” لكابول اليوم (الأحد)، عقب هجوم على كامل تراب البلاد تقريبا.
وأجرى مسؤولون في الحكومة الأفغانية وزعماء “طالبان” محادثات في القصر الرئاسي، حيث ضغطت الجماعة المتشددة من أجل “استسلام غير مشروط”، وفقا لمصادر متعددة.
وبحسب رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية، عبد الله عبد الله، فقد غادر الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد بالفعل اليوم (الأحد). وتنحي غني هو مطلب رئيسي لـ “طالبان” في محادثات السلام الجارية في قطر، فيما يواصلون هجومهم العسكري بالموازاة مع ذلك.
وفي الوقت الذي أظهر فيه شريط فيديو، اليوم (الأحد)، طائرات هليكوبتر تهبط بالقرب من سفارة الولايات المتحدة في كابول لإجلاء الأفراد الأمريكيين بسرعة، يواصل وزير الخارجية أنطوني بلينكين التأكيد على أن الوضع “لا يشبه ما حصل بسايغون”، في إشارة إلى الإجلاء بعد كارثة حرب فيتنام سنة 1975.
وقال رئيس الدبلوماسية الأمريكية “من الواضح أنها ليست سايغون”، مضيفا أن الالتزامات التي تعهدت بها إدارة الرئيس جو بايدن في أفغانستان قد تم الوفاء بها.
وأوضح بلينكن، في إشارة إلى اتفاق الانسحاب في الأول من شهر ماي الماضي، الذي تفاوضت عليه إدراة ترامب مع “طالبان” أنه “في الواقع إذا كان الرئيس قرر الإبقاء على قوات في أفغانستان بعد الأول من ماي، لكانت الهجمات ضد قواتنا قد استؤنفت”. وأعلن جو بايدن، أمس السبت، أنه سيتم نشر حوالي 5000 جندي أمريكي إضافي للمساعدة في إجلاء الأفراد الأمريكيين وحلفاء آخرين.
ويمثل هدا الانسحاب تسريعا للمسلسل الذي لم يتم الإعلان عنه إلا يوم الخميس الماضي، نظرا لسرعة تقدم “طالبان” في الأيام الأخيرة. وسينتقل معظم الدبلوماسيين الأمريكيين إلى مطار كابول ثم يعودون إلى الولايات المتحدة، إذ قال مسؤولون أمريكيون كبار لشبكة (سي ان ان) “سيبقى عدد قليل من الموظفين في مطار كابول في الوقت الحالي، من بينهم كبير الدبلوماسيين الأمريكيين في البلاد”.
وأضاف المصدر ذاته، أن ذلك يعني أن السفارة الأمريكية في كابول ستغلق، على الأقل في الوقت الحالي، بحلول يوم الثلاثاء المقبل.
ويأتي قرار إجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين في الوقت الذي تجري فيه الحكومة الأفغانية محادثات مع “طالبان” بشأن مستقبل البلاد، بعد 20 عاما من تدخل تحالف تقوده الولايات المتحدة.