عمد جزائريون بولاية تيزي وزو، إلى اختطاف شخص يشتبه في إضرامه الحرائق التي تعرفها البلاد من قبضة الشرطة، وسحله وتعذيبه إلى أن فارق الحياة، ثم إحراقه علنية كما وثقت العديد من مقاطع الفيديو.
وفي الوقت الذي طبق فيه الجمهور الغاضب، والمتضرر من الحرائق التي تشهدها البلاد، بأربعاء نايث إراثن بتيزي وزو، “عدالة الشارع”، أمس (الأربعاء)، دون الاستماع لأقوال الشخص ودفاعه عن نفسه، ظهرت شهادات لمعارف وأبناء منطقة الشخص المتوفى تبرئه من الاتهامات الموجهة له، وتؤكد أنه ذهب لتقديم المساعدة.
وراج داخل المنطقة المذكورة أن شخصا مشتبها في إضرامه الحرائق، ألقي عليه القبض متلبسا ويحمل معه قنينات من البنزين، ما دفع جمهور السكان إلى محاصرة مقر الشرطة وإخراجه من السيارة وحرقه علنية، بعدما عجزت الشرطة الجزائرية عن توفير الحماية والمحاكمة العادلة للمشتبه به.
وانتشرت العديد من الفيديوهات لمعارف وأصدقاء الشخص المتوفي، تستنكر الفعل الهمجي، وتنتقد بشدة سماح الشرطة للغاضبين بتنفيذ فعلتهم، مثنية على خصال الشاب، مؤكدة أنه فنان يعزف القيتار وأنه معروف بين الساكنة، مؤكدة أنه توجه إلى المدينة المذكورة من أجل تقديم المساعدة.
وخلّف الفعل إدانة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي لمن قاموا به، وردود فعل مطالبة بمحاسبة الجناة الذين أقدموا عليه، لاسيما أن المعني بالأمر لا تتوفر أدلة تدينه في المنسوب إليه.
واتهمت وسائل إعلام جزائرية رسمية “عصابة القمصان الحمراء أو الوشاح الأحمر العنصرية”، بالضلوع في العمل، متهمة إياها بمحاولة إشعال الفتنة بين العرب والقبائل، خاصة أن أحداث إحراق الشاب “جمال” صاحبها ترديد شعارات عدائية تجاه العرب.
ويشار إلى أن حرائق الغابات بالعديد من الولايات الجزائرية، خلفت خسائر مادية كبيرة، وخسائر في الأرواح تناهز 65 شخصا، منهم 28 عسكريا.