في تلميح للاتهامات الموجهة لحزب التجمع الوطني للأحرار، بإغراء المرشحين والناخبين باستخدام المال، لاسيما بعد تصدره نتائج الانتخابات المهنية، وما شهدته من اعتقال لمرشح الحزب بكلميم بسبب الرشوة، خرج نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، منتقدا الظاهرة، مشددا على أن “المال الطاغي في الانتخابات قد يودي بالبلاد في متاهات خطيرة”.
ودعا بنعبد الله، في كلمته الافتتاحية للدورة السابعة للجنة المركزية للحزب، اليوم (الأربعاء)، إلى ضرورة “الحرص على النزاهة”، مؤكدا أن الملاحظ هو استعمال واسع للمال وأن “المال طغى” في الانتخابات، رغم التقدم الإيجابي الحاصل في الترسانة القانونية المؤطرة للانتخابات.
وتابع بنعبد الله، أن استعمال المال لم يعد لشراء الضمائر فقط، بل لشراء المرشحين كذلك، لافتا إلى “الترحال الذي ضرب بأطنابه ولم نعد نعرف لون هذا من ذاك”.
واعتبر بنعبد الله أن هذا الأمر فيه هدر لطاقات المغرب، وأن “هناك صعوبة أن نصمد أمام هذا الواقع”، مضيفا “سلاحنا الوحيد هو الناخبات والناخبين كي نعاكس هذه الانحرافات الخطيرة على سلامة ومتانة المؤسسات التمثيلية وهي انحرافات خطيرة حتى على الاستقرار، وهي تشكل تناقض حقيقي مع أهداف النموذج التنموي”.
ونبه الأمين العام لحزب “الكتاب” إلى أن هاته “الانحرافات” ستجعل الانتخابات تنتج ليس فقط ما يكرس هذا الواقع بل أكثر من ذلك وسيكون وقعها أخطر، يشدد بنعبد الله.
ولفت بنعبد الله إلى أن المشاركة هي الطريقة المناسبة للتصدي لهذه “الانحرافات”، متوجها “للعازفات والعازفين، إذا كانت الساحة لا تعجبكم وكانت المؤسسة فاقدة للمصداقية وكنتم فاقدين للثقة، فالحل ليس هو العزوف، والحل ليس أن نترك الفاسدين، والمال الطاغي ليس فقط سيكرس الوضع بل قد يودي بالبلاد في متاهات خطيرة”.
ويشار إلى أن حزب التقدم والاشتراكية فقد ما يناهز 26 مقعدا خلال الانتخابات المهنية الأخيرة، مقارنة مع نتائجه سنة 2015، كما تضرر “الكتاب” بشدة من ظاهرة الترحال السياسي، رغم تقليل بنعبد الله من تأثيراتها في مناسبات ماضية.