كشفت شركة “بيونتيك” الألمانية بدءها مفاوضات مع المغرب لبناء مصنع لإنتاج لقاح الملاريا والسل، في سياق يشهد استمرار التشنج في العلاقات المغربية الألمانية، إذ قام المغرب بسحب سفيرته للتشاور بسبب المواقف الألمانية العدائية فيما يتعلق بالوحدة الترابية والحضور المغربي إقليميا.
ويشير متتبعون إلى أن المفاوضات الجارية بين الشركة الألمانية والمغرب هي محاولة لإعادة العلاقات إلى سابق عهدها، خاصة بعد اتخاذ المغرب قرارات تمنع التعامل مع المؤسسات والجمعيات الألمانية، وتعليق التعاون الأمني مع دولة ألمانيا، في وقت تغيب فيه أي تحركات رسمية لتقديم حلول لهذا الوضع.
وأفادت “وول ستريت جورنال”، أن الشركة الألمانية تسعى إلى بناء مصنع في أفريقيا مع شركاء محليين، بالاعتماد على التقنية المستخدمة في لقاح كورونا، وهي الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA)، وهو عبارة عن جزيء ينقل الشفرة الجينية من الحمض النووي إلى الخلية لتنتج بروتينات.
وأفاد المصدر ذاته، أنه بعد نجاح شركة “بيونتيك” الألمانية بإطلاق لقاح مضاد لفيروس كورونا مع “فايزر” الأميركية، تخطط الأولى للاستفادة من الأرباح التي حصلت عليها بسبب الجائحة العالمية، لمواجهة مرضي الملاريا والسل في أفريقيا.
وقال أوغور شاهين، الرئيس التنفيذي لبيوتنيك في تصريح له “نراجع مواقع التصنيع ونتفاوض مع الشركاء المحتملين في البلدان التي لديها صناعات لقاحات قائمة مثل جنوب أفريقيا، السنغال، مصر، المغرب، وتونس”.
المتحدث أكد أن “مشروع الشركة الجديد يهدف إلى إنتاج لقاح عالي الفعالية من الريبوزي المرسال، لتشكيل مناعة وقائية دائمة للوقاية من الملاريا والقضاء عليها في نهاية المطاف”، مضيفا أن التجارب السريرية لكلا اللقاحين يجب أن تبدأ العام المقبل.
ويذكر أن المغرب أعلن، بداية شهر يوليوز المنصرم، عزمه البدء في تصنيع اللقاح بتعاون مع الصين، باستثمارات حجمها 500 مليون دولار، لإنتاج 5 ملايين جرعة من لقاح “كوفيد-19″، كما أن المغرب يكتسب خبرة مهمة في مجال توزيع الأدوية واللقاحات بإفريقيا، ولهذا تراهن الشركة الألمانية على أن تجعل منه بوابتها نحو إفريقيا.