بعد التحاق حميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، وأنصاره الرافضين لقرارات القيادة، بحزب جبهة القوى الديمقراطية، عبّر نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، عن أسفه لاتخاذ هذه الخطوة، معتبرا أن مدينة فاس معقل الاستقلاليين في تقليل من أهمية استقالة خصمه حميد شباط. وأضاف نزار بركة، الذي حلّ ضيفا على برنامج نقطة إلى السطر بالقناة الأولى، أمس (الأحد)، أن شباط “حر في أن يتخذ القرارات التي يراها مناسبة لشخصه، لكن ما يعاب عليه هو كونه كان أمينا عاما سابقا للاستقلال، وهو يعلم حمولة المنصب وما يفرضه على حامله”، معتبرا أن القرار سابقة تخالف كل الأعراف السياسية الوطنية والدولية.
وشدد بركة، في اللقاء نفسه، على أن شباط وأسرته كانت لديهم دائما مكانة في حزب الاستقلال، لافتا إلى أن خبر التحاق بحزب جبهة القوى الديمقراطية، لم يبلغ بشكل رسمي بل عبر وسائل الإعلام.
وأكد بركة “نحن نعتبر في الحزب، أن السياسة أخلاق وأن المصلحة العامة يجب أن تقدم على الخاصة ونعتبر بأنه من الضروري أن يكون انضباط للتوجه العام الذي سطره المجلس الوطني وقيادة الحزب”.
وقلل بركة في الوقت نفسه من أهمية استقالة حميد شباط وأنصاره، معتبرا أن حزب الاستقلال حزب مؤسسات وأن الاستقلاليين مرتبطين بالحزب وبمؤسساته، وبنضالات حزبهم ورصيده الفكري، موضحا أن الحزب سيقوم بما ينبغي القيام به في الاستحقاقات المقبلة.
وأوضح بركة أن الأمين العام مؤتمن على الحزب وأن القرارات التي يتخذها تكون بإجماع اللجنة التنفيذية وتهدف أساسا إلى حماية الحزب وتطوير أدائه، مضيفا أنه قرر إعادة الحزب إلى الطريق وأن يكون لديه حضور فكري وملتزم ومبني على مصلحة الوطن والعامة وليس المصالح الشخصية.
وبخصوص مدينة فاس، أكد بركة أن هذه المدينة التي انطلقت منها الحركة الوطنية، تحتل مكانة خاصة في دواليب حزب الاستقلال وتعد معقلا استقلاليا بامتياز، مشددا على أن مناضلي الحزب بالمدينة متشبثون بالشرعية والمؤسسات المنبثقة عن المؤتمر، وهناك حركية وانطباع إيجابي لدى الساكنة تجاه المرشحين الذين قدمهم الحزب، ومن خلالهم سنحقق النتائج المرجوة بالنسبة للمستقبل، مؤكدا أن حزب الاستقلال يمنح التزكيات في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة لمن يستحق في إطار مؤسسات الحزب.
ويأتي ذلك، في وقت أعلن فيه حميد شباط عن تشكيل “التكتل من أجل الوطن” ملتحقا بشكل رسمي بحزب جبهة القوى الديمقراطية، الذي سيترشح باسمه خلال الانتخابات الجماعية المقبلة، وذلك بعدما رفضت قيادة الاستقلال تزكيته من جديد، محملة إياه فشل تدبير الحزب لمدينة فاس طيلة سنوات.