رغم تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار انتخابات الغرف المهنية لسنة 2021، بفارق مريح عن مطارده حزب الأصالة والمعاصرة، إلا أن العديد من المؤشرات تكشف أن هذه النتائج غير دالة على إمكانية اكتساح “الأحرار” وتصدره المشهد السياسي خلال الانتخابات التشريعية المقبلة، رغم رهانه الكبير على ذلك.
وفي السياق ذاته، اعتبرت مصادر أن حزب التجمع الوطني للأحرار غير بعيد عن سيناريو الانتخابات الماضية، ذلك أن حزب الأصالة والمعاصرة تصدر الانتخابات المهنية سنة 2015، ليسارع أمينه العام حينها، إلياس العماري، إلى القول بأن نتائج الانتخابات المهنية تدل على أن حزبه سيتصدر الانتخابات التشريعية قبل أن تحدث المفاجئة؟ ويحل ثانيا سنة 2016.
ثاني هذه المؤشرات الدالة على أن نتائج الانتخابات المهنية غير محددة في الاستحقاقات التشريعية، أن حزب العدالة والتنمية الذي حل في المرتبة الخامسة خلال الانتخابات المهنية سنة 2015، تمكن من حصد المرتبة الأولى خلال الانتخابات التشريعية سنة 2016، ما مكنه من تصدر المشهد السياسي للولاية الثانية على التوالي.
وينضاف إلى ما سبق أن معطيات الانتخابات المهنية مختلفة عن الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية، ذلك أن الأولى تجري في نطاق خاص ويشارك فيا المهنيون ويسيطر عليها كبار التجار والفلاحين والحرفيين الذين يكونون في الغالب من الأعيان وتربطهم علاقات مهنية بالناخبين، مقابل الانتخابات الأخرى التي تجري في نطاق أوسع وتتدخل في نتائجها معطيات أخرى.
ويراهن عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، على إزاحة الإسلاميين من رئاسة الحكومة وتصدر الانتخابات، إذ يظهر من وتيرة عمل الحزب وتحركاته طيلة هذه الولاية، أنه يراهن بقوة على المركز الأول، لاسيما أن الأحرار اكتسب ثقة أكبر عبر تحديده الكبير في التشكيلة الحكومة الحالية.
وفي المقابل، يسعى حزب العدالة والتنمية إلى بسط نفوذه السياسي من جديد خلال الانتخابات المقبلة، وتجاوز النتائج المخيبة للآمال في انتخابات الأجراء والغرف المهنية، من خلال تصدر الولاية الحكومية الثالثة لما بعد دستور 2011، ما سيعد مفاجأة من العيار الثقيل.