مع الارتفاع غير المسبوق الذي يشهده المغرب في عدد إصابات ووفيات كورونا، كنتيجة لإجراءات التخفيف واستئناف أنشطة اقتصادية، إضافة إلى ما عرفته مناسبة عيد الأضحى وتنظيم عملية مرحبا 2021 التي مازالت مستمرة، أصبح المغرب قريبا من سيناريو تأجيل الانتخابات المقبلة، والعودة إلى الحجر الصحي الشامل.
ورغم أن سياسيين استبعدوا وجود نقاش التأجيل، لاسيما أن الاستعدادات للانتخابات بلغت مستويات متقدمة، إلا أن نسبة الملء التي وصلتها أسرّة الإنعاش، والمخاوف الكبيرة من انهيار المنظومة الصحية، تشير إلى إمكانية، تشي بأن البلاد قد تتجه، مكرهة، إلى اتخاذ خيارات تأجيل الانتخابات والعودة إلى الحجر الصحي الشامل، مع ما يشكله ذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية وسياسية صعبة.
وأطلق نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي دعوات إلى تأجيل الانتخابات، مبررين ذلك بأن صحة المواطنين والمواطنات أهم من الاستحقاقات الانتخابية، خاصة أن التنافس السياسي يؤدي بكثير من الأحزاب إلى خرق تدابير الحجر الصحي خلال التجمعات السياسية والتنظيمية، ما يفيد أن خيار تنظيم الانتخابات في موعدها قد يكون مكلفا للمغرب من الناحية الصحية.
ويشار إلى أن خيار العودة إلى الحجر الصحي الشامل، تواجهه مجموعة من الاكراهات، منها إغلاق الحدود، وما يعنيه ذلك من مشاكل للمغاربة المقيمين بالخارج الذين دخلوا المغرب من أجل قضاء عطلهم، إضافة إلى الإكراهات الاقتصادية التي ستواجهها مجموعة من القطاعات الاقتصادية التي لم تتعافى بعد من التداعيات الوبائية.
وتطرح هذه السيناريوهات في وقت سجلت فيه وزارة الصحة، اليوم (الجمعة)، 11 ألف و358 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، وهو ثاني أعلى رقم إصابات في المغرب منذ تفشي الوباء، بعدما سُجل الرقم القياسي أمس الخميس الذي بلغ 12 آلاف و39 إصابة.
كما سجل المغرب 76 حالة وفاة، ليرتفع عدد الوفيات إلى 10 آلاف و163 حالة، بنسبة فتك قدرها 1.5 في المائة، بحسب ما أوردته الوزارة في النشرة اليومية لنتائج الرصد الوبائي لـ”كوفيد-19″، مؤكدة أن مجموع الحالات النشطة بلغ 67 ألف و562 حالة، فيما بلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة 1541 حالات، منها 47 حالة تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي. أما معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لكوفيد-19 فبلغ 43 في المائة.
وتأتي هذه المعطيات في وقت يستمر فيه المغرب في جهود التلقيح، ذلك أن عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لكوفيد-19، بلغ 14 مليون و981 ألف و732 شخصا، فيما بلغ عدد الملقحين بالجرعة الثانية 10 ملايين و870 ألف و130 شخصا.
ويذكر أن المغرب قد يستبعد السيناريوهات السابقة في حال استمرار عملية التلقيح بوتيرة أعلى لتصل إلى تحقيق المناعة الجماعية، والمتمثلة في 80 في المئة من السكان، ولهذا الغرض كشفت السلطات الصحية عن مجموعة من الإجراءات، على رأسها توسيع الفئات العمرية المستهدفة بعملية التلقيح لتصل 18 سنة فما فوق.