في الوقت الذي تشكل الجامعات والمدارس أهم مزود للرياضات الوطنية بالأبطال والراغبين في التمرن وتحقيق الألقاب، صدم المغاربة بالمستوى الهزيل الذي تقدمه الجامعات المغربية في هذا الجانب، فشل يغديه غياب اهتمام سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي وتكوين الأطر، بالرياضة المدرسية عموما، والرياضة الجامعية على وجه الخصوص.
وبينما تشهد جامعات بدول مختلف من العالم منافسات رياضية قوية داخل الجامعة نفسها وبين الجامعات وطنيا، بما يسمح باكتشاف طاقات واعدة وتفجير مواهب مهمة في مختلف الرياضات، تشهد الجامعات المغربية نكوصا كبيرا في هذا الجانب، ذلك أنه حتى الأنشطة التي تنظم، على قلتها، تنظم بشكل صوري.
الأكثر من ذلك، فأغلب الجامعات المغربية لا توفر لطلبتها من مختلف الشعب الدراسية حصصا رياضية رغم أهمية هذه الأخيرة في بناء صحة ووعي سلميين لديهم، فأغلبية الجامعات لا تتوفر على فضاءات رياضية مجهزة لفائدة الطلبة، وحتى الجامعات التي تتوفر على ملاعب رياضية تفتقر للحمامات والمرافق الصحية اللازمة، مما يعقد من ممارسة الرياضة بالمغرب.
ورغم توفر المغرب على الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية وتوقيعها لاتفاقيات مع وزارة التعليم إلا أن نشاط هذه الجامعة يكاد لا يذكر ويبقى محدودا، مقارنة بحجم انتظارات المغاربة من الرياضة الوطنية.
وباستثناء حضور كرة القدم المغربية على المستوى القاري، وظهور بعض العدائين أو الأبطال على مستوى رياضة التايكواندو والملاكمة، والذين يشكلون فلتات في مسار الفشل العام، يغيب الحضور المغربي عن أغلب الرياضات الأخرى، ومنها التي كان المغاربة متميزون بها.
ويشار إلى أن فشل أمزازي في التأسيس لرياضة مدرسية وجامعية قوية بشراكة مع الجامعات الرياضية بالمغرب، يعد بمثابة إخفاق آخر يضاف إلى سلسلة الإخفاقات التي راكمها الوزير منذ توليه لحقيبة التعليم، مما يثير أكثر من علامات الاستفهام حول حديث الوزير عن نجاحه خلال هذه الولاية الحكومية.
ويذكر أن الجامعات والمدارس المغربية تتوفر على طاقات مهمة وواعدة من شأنها الإسهام في المجد الرياضي المغربي، في حال اكتشافها وتوفير الجهود والإمكانيات لصقلها وتطويرها على غرار ما تقوم به الدول الرائدة في هذا الجانب.
وتجدر الإشارة إلى أن الرياضة المغربية منيت بخيبة أمل كبيرة خلال منافسات دورة أولمبياد طوكيو 2020، هذه السنة، وذلك بعد تساقط الأبطال المغاربة المشاركون تباعا، ما خلف حالة من السخط والتذمر الشعبي، خفف منها حصول البطل المغربي سفيان البقالي على الميدالية الذهبية في سباق 3000 متر حواجز.