*ياسين سقال
تقع بقايا مدينة بني تودة الأثرية، بجماعة مولاي بوشتى دائرة قرية با محمد بإقليم تاونات، والتي يعود تاريخها لأكثر من 1400 سنة، حيث ترجح بعض المصادر التاريخية أصولها للرومان، وتم تأسيسها قرب نهر ورغة لما يوفره من ماء وتربة خصبة.
وبحسب الجغرافي حسن الوزان في كتابه “وصف إفريقيا” فقد خربت خلال حرب خلفاء القيروان، ولازالت مجموعة من أسوارها قائمة لحدود اللحظة وشاهدة على تاريخ عريق لتلك المدينة.
المدينة التراثية الآن في طريق الاندراس، بفعل تأثيري التعرية والعوامل الطبيعية، إضافة لانعدام تام للعناية العلمية من طرف الهيئات المعنية، وعلاوة على ذلك يساهم سكان المنطقة في تسريع وثيرة تفكيك ما تبقى من معالم الأسوار عبر استعمال بعض أجزاء الأسوار في عمليات البناء، كما أن هذه البقايا لم تسلم أيضا من منقبي الكنوز الذين يمشطون الأسوار باستمرار بحثا عن الذهب ويتركون وراءهم حفرا واضحة في الأسوار(حسب بعض السكان).
إن بقايا مدينة بني تودة تشكل معلمة تراثية إنسانية هامة في المنطقة بشكل خاص والمغرب بشكل عام، يمكن أن تشكل منفذا مهما للتنمية عبر ترميمها وإنقاذ ما تبقى من آثارها وجعلها قبلة للزوار، فعلاوة على بني تودة الأثرية تتوفر منطقة مولاي بوشتى على معالم أثرية أخرى كقلعة آمركو الشهيرة وضريح أبي الشتاء.
استغلال هذه المعالم التراثية في الجانب السياحي يظل ضعيفا او شبه منعدم، اللهم بعض المحاولات البسيطة التي يقوم بها بعض الباحثين الشباب أبناء المنطقة.
*أستاذ مادة التاريخ