رغم اللقاء المشترك، الذي يؤشر على تحالف غير مسبوق، بين سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وعبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة المعاصرة،الذي صدر عنه بلاغ مشترك بين حزب الأغلبية وحزب المعارضة، بدأت أصوات داخل “البيجيدي” رافضة لهذا التقارب تعمل على نسفه من خلال مهاجمة حزب “البام”.
وبينما يسعى العثماني إلى إيجاد مخارج للطوق المضروب عليه من الأحزاب السياسية، والذي اتضح مع التصويت على القوانين الانتخابية، عبر التقارب مع الحزب الحاصل على الرتبة الثانية خلال الانتخابات الماضية، أصدرا كلا من أمينة ماء العينين، برلمانية “البيجيدي”، وعبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة للحزب، تصريحات نارية ضد “البام” خلال اليومين الماضيين.
ويبدو أن محاولات وهبي لتبرئة الأصالة والمعاصرة من “خطيئة الولادة” وتأكيده المتكرر بأن “البام” لم يعد حزبا للدولة، وأنه لا صراع لها مع العدالة والتنمية ومستعد للتحالف معه، لم تقنع الوجوه المعروفة بخلقها للجدل داخل العدالة والتنمية، إذ لا زالوا ينظرون إليه بالصيغة السابقة نفسها، مما قد يجعل “البام” يدوره يعيد النظر في هذا التحالف ما لم تستطع قيادة “البيجيدي” ضبط تصريحات أعضاء حزبه.
وتساءلت النائبة أمنية ماء العينين، خلال استضافتها من شبيبة حزبها، عن خلفية تجديد “البيجيدي” علاقته بالأصالة والمعاصرة، متسائلة كذاك حول “التموقعات التي نقدمها للمواطنين الذين نريدهم أن ينخرطوا ويتعبئوا حول مشاريع إصلاحية؟”.
وأكدت ماء العينين أن “الوضع السياسي في المغرب ليس بخير، ووضع العدالة والتنمية في التموقع السياسي ليس بخير كما يرجوه المناضلون الذين يُعوِّلون على الحزب كأداة للإصلاح وليس كحزب انتخابي يدبر الانتخابات”.
ومن جانبه هاجم أفتاتي، في لقاء مع شبيبة “البيجيدي” كذلك، حزب الأصالة والمعاصرة واصفا إياه بحزب “البؤس”، وذلك في سياق حديثه عن الجهات التي تعادي حزب العدالة والتنمية، والتي قال أنها حاولت ملء الساحة عبر تأسيس و”فبركة حزب البؤس”، ملمحا إلى الأصالة والمعاصرة، متهما الجهات، التي لم يسمها، بتأسيس ذراعه الاقتصادي منذ 2002، تحضيرا ل”محاصرة إرادة الشعب”.
ورفض وهبي، خلال ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء، التعليق على تصريحات أفتاتي التي قال فيها أن وهبي هو الذي ألح على العدالة والتنمية من أجل عقد اللقاء المشترك، مجيبا بأنه يحترم أفتاتي وأن علاقته مع الأمانة العامة للعدالة والتنمية، وليس مع أفتاتي ولهذا لن يجيبه.
وإذا كان وهبي قد استطاع إلى حدود اللحظة إخماد الأصوات المعادية لل”بيجيدي” داخل حزبه، رغم كثرتها، فإن العدالة والتنمية يترك المجال مفتوحا أمام أعضائها للهجوم على حزب بينما تجلس معه القيادة على طاولة التحالف، مما قد يسبب في “نسف” التحالف بين الحزبين على بعد أسابيع قليلة من الاستحقاقات الانتخابية.
ويشار إلى أن أفتاتي سبق أن قام بالسلوك نفسه مع الأمين العام السابق، عبد الإله بن كيران، حينما كان يهاجم حزب التجمع الوطني للأحرار بينما كان يتفاوض معه بن كيران على تشكيل الأغلبية الحكومية، ما خلق أزمة وقتها دفعت الأمين العام السابق إلى رفض تصريحات أفتاتي علنية.