بينما أعلنت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، موعد الدخول المدرسي المقبل في 3 شتنبر 2021، أي قبل خمسة أيام من موعد إجراء الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية المقررة في 8 شتنبر، تحوم شكوك حول ما إذا كان الوزير سعيد أمزازي، قد تسرع في إعلان الموعد.
مرد الشكوك إلى مجموعة من المعطيات أهمهما الوضعية الوبائية المقلقة التي يعيشها المغرب حاليا، والتي تزايدت خلالها الحالات الجديدة المصابة بـ “كوفيد 19″، ينضاف إليها الموعد الانتخابي الهام الذي ينتظره المغرب والذي يحاول تهيئة شروطه من الناحية الصحية عبر إجراءات الحجر الليلي وتسريع حملة التلقيح الوطنية، مما سيجعل من الدخول المدرسي عبء إضافي قد يفاقم الوضعية أكثر.
ورغم وعي الوزارة بهذه التحديات إلا أنها أصرت على إعلان موعد الدخول المدرسي في توقيت حساس، وذلكم ما عبرت عنه في بلاغ لها، قائلة أن “محطة الدخول المدرسي المقبل ستأتي في سياق خاص، حيث ستتزامن مع الاستحقاقات الانتخابية التي ستشهدها بلادنا في 8 من شتنبر المقبل، بالإضافة إلى التداعيات والإكراهات التي قد تفرضها جائحة كورونا إذا ما أخذت الوضعية الوبائية منحى تصاعديا، مما يتطلب ضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للتحضير المبكر للدخول المدرسي، وذلك لضمان انطلاق الدراسة في موعده، الذي حدده المقرر التنظيمي للموسم الدراسي 2021-2022 في 3 شتنبر 2021”.
وبدل أن يعمل أمزازي على تأجيل الدخول المدرسي لأسبوع إضافي أو أكثر، ريثما تتضح مؤشرات الوضعية الصحية بعد يوم الاقتراع، قرر أن يكون الدخول قبل هذا اليوم، مما قد يجعل من الدخول المدرسي مفاجأة غير سارة للتلاميذ والعائلات على حد السواء.
بلاغ الوزارة أكد أنه تم لقاء تنسيقي، حول التحضير للدخول المدرسي 2022-2021، مع مديرات ومديري الإدارة المركزية ومديرة ومديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين حضوريا، ومدراء مراكز التكوين، مؤكدا أنه تم تدارس أهم التدابير والإجراءات المتخذة للتحضير للدخول المدرسي المقبل على المستوى البيداغوجي من خلال طرح السيناريوهات المحتملة في حالة استمرار الوضعية الوبائية بالبلاد.
وتناول اللقاء، يشير المصدر ذاته، الأنماط التربوية التي من المحتمل اعتمادها للتقليص من تأثيراتها السلبية على جودة التعليم، وضمان التحصيل الدراسي لجميع المتعلمات والمتعلمين والحرص على سلامتهم الصحية وسلامة جميع الأطر التربوية والإدارية، وكذا على مستوى توفير البنية التحتية والتجهيزات الضرورية وعمليات التأهيل المندمج، وكذا التدابير المتخذة على مستوى برامج الدعم الاجتماعي وتوفير الموارد البشرية الضرورية، وذلك من خلال استكمال جميع العمليات المتعلقة بتعيين الخريجين والحركات الانتقالية وتدبير الفائض والخصاص.
وفي الوقت الذي يسارع الوزير أمزازي، الذي طارده اتهامات الفشل طيلة هذه الولاية، إلى إعلان موعد الدخول المدرسي في ظرفية حساسة يضع المغاربة قلوبهم على صدورهم على أمل أن تمر هذه المناسبة بأخف الأضرار الصحية.