خلافا لمستوى التنظيم المتميز بمراكز التلقيح، الذي لاقى إشادة واسعة من طرف المستفيدين منذ بداية العملية، أدت الإجراءات الأخيرة التي أعلنتها السلطات الصحية، بغاية تسريع العملية، إلى ارتباك في هذه العملية وعدم رضا المواطنين عن الأجواء التي تمر فيها.
وتعيش مراكز التلقيح على الصعيد الوطني، منذ بداية الأسبوع الجاري، حالة من الارتباك بسبب الازدحام الكبير، الناتج عن توسيع الفئات العمرية لتشمل البالغين من العمر 25 سنة فما فوق، وإلغاء اشتراط مقر السكنى في تحديد المركز، مما أدى إلى توافد أعداد كبيرة مقارنة بعدد الأطر الصحية القليل.
وأدى الازدحام الكبير إلى تذمر في وسط المواطنين، خاصة وأنهم يضطرون للانتظار لما يناهز أربع ساعات أو أكثر حتى يتلقوا جرعة اللقاح، في غياب قاعات انتظار تستوعب الأعداد المتوافدة، مع ما يشكله ذلك من تأخر المواطنين عن مصالحهم، وإمكانيات انتشار العدوى.
وينضاف إلى ذلك، أن عددا كبيرا من المواطنين تفاجؤوا بإغلاق مراكز التلقيح أبوابها قبل الساعة الثامنة مساء، عكس ما سبق أن أكدته وزارة الصحة حول تمديد ساعات العمل حتى يستفيد المواطنون الذين لا يستطيعون التنقل خلال ساعات العمل نهارا.
وفسرت مصادر إغلاق مراكز التلقيح بعياء الأطر الصحية بعد الضغط الكبير طيلة اليوم، إضافة إلى غياب التحفيزات من وزارة الصحة، الأمر الذي قد يربك عملية التلقيح المتقدمة بالمغرب مقارنة بالكثير من البلدان.
وقررت وزارة الصحة في إطار تسريع عملية التلقيح، فتح مراكز التلقيح طيلة الأسبوع وحتى الثامنة مساء، إضافة إلى توسيع الفئات المستهدفة، وكذا إزالة شرط الاستفادة من التلقيح في المركز القريب مقر السكن، مما ضاعف أعداد الراغبين في التلقيح.
ويسعى المغرب إلى بلوغ المناعة الجماعية في أقرب وقت، تمهيدا لعودة الحياة إلى سابق عهدها وأيضا لإجراء الاستحقاقات الانتخابية التي لا تفصل عنها سوى أسابيع قليلة مقبلة.