وقع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في تناقض كبير بين الخطاب الذي يصرّفه بخصوص الجائحة، الداعي إلى احترام التدابير الصحية، وبين تحركاته في إطار العمل على حشد أصوات للانتخابات المقبلة، التي يخرق خلالها التدابير الصحية.
وحضر سعد الدين العثماني، الأمين العام لـ “البيجيدي”، أمس (الخميس)، مهرجانا خطابيا بدوار الحمنيين بإقليم سيدي قاسم، برفقة عدد من القيادات من بينهم عبد العالي حامي الدين، حيث كان اللقاء مخالفا لتدابير الحجر الصحي، بعدما تجمع عدد من أنصار “البيجيدي”، يتجاوز العدد المسموح به، داخل خيمة صغيرة دون ارتداء الكمامات ودون احترام مسافة الأمان.
ورغم تأكيد العثماني، خلال لقاءات رسمية، خطورة الوضع الوبائي بعد ظهور بؤر للفيروس المتحور بالمغرب، إلا أنه لم يحرك ساكنا لتوجيه أعضاء حزبه نحو احترام التدابير الصحية وتقليص عدد الحضور وارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الجسدي، لاسيما أن وزارة الصحة حذرت في اليوم نفسه من نكسة وبائية.
وللتغطية على خرقه الحجر الصحي والتدابير الاحترازية، بدأ العثماني كلمته خلال المهرجان الخطابي بحث الحاضرين على الالتزام بالتدابير الصحية، مشددا على خطورة الفيروس وخاصة المتحور سريع الانتشار، مع العلم أن اللقاء كان منظما في ظل شروط غير صحية.
وبدا أن الصراعات الانتخابية ومهاجمة الخصوم السياسيين تحظى لدى العثماني بأولوية أكبر من أن يكون المهرجان الخطابي منضبطا للتدابير الصحية، إذ استغل اللقاء لمهاجمة خصومه قائلا إن “هناك من يقول بأن الدولة لم تعد تريد حزب العدالة والتنمية، وهذا الكلام غير صحيح، فالدولة ملك للجميع، ملك للأحزاب وللنقابات والجمعيات وللجميع”.
وخصص العثماني كلمته للتشديد على أن حكومته “اجتماعية” وأنها قامت بالعديد من الإجراءات التي تؤكد ذلك، مضيفا أن حزبه لا يشتري الأصوات وأن أعضاء نظيفي اليد، داعيا إلى إعادة تجديد الثقة فيهم عبر التصويت عليهم خلال الانتخابات المقبلة.
وبعث العثماني من خلال المهرجان الخطابي المذكور، رسائل سلبية بخصوص الالتزام بالتدابير الصحية، خاصة وأن باقي الأحزاب السياسية ستقدم بدورها على عقد لقاءات تواصلية مماثلة، الأمر الذي يهدد بتفاقم الوضع الصحي وارتفاع معدل انتشار الفيروس.