أفاد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن تصريحات عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، جاءت ردا على مقترحات حزب التجمع الوطني للأحرار، ضمن برنامجه الانتخابي، التي “تتجاوز كلفتها المالية حدود المعقول”.
وأورد بنعبد الله، أول أمس (الخميس)، في حوار مصور له مع موقع “ميديا24” الناطق بالفرنسية، أن “عبد اللطيف الجواهري، حين أطلق تلك التصريحات، كان تحت تأثير الوعود والمقترحات التي قدمها حزب التجمع الوطني للأحرار”، مضيفا أنها مقترحات “لها كلفة مالية تتجاوز المعقول”.
وتابع الأمين العام لحزب “الكتاب”، أنه عندما طُرحت الأسئلة على الجواهري، كانت تلك الإجراءات والمقترحات قد خرجت لتوها، وبالتالي تفاعل معها والي بنك المغرب، ولذلك جاء رد الأحرار على تصريحاته بتلك القساوة.
وأضاف بنعبد الله، أن رده على الجواهري كان بسبب “تعميمه الكلام على جميع الأحزاب، رغم علمنا أنه يقصد الأحرار، وإصداره لحكم قيمة معمم على الطبقة السياسية ككل، وهذا أمر خطير لأنه يبخس من الديمقراطية، ويساهم في تكريس صورة عن الأحزاب وكأنها كلها متشابهة وغير صالحة”، مضيفا أن “التعميم سواء كان بالصيغة الإيجابية أو السلبية ما مزيانش”.
وتابع نبيل أن “الأحزاب مختلفة، فهناك أحزاب وليدة أمس، وهناك أحزاب هويتها وقرارها المستقل ومصداقيتها مهزوزة، وهناك أحزاب أخرى لديها عمق تاريخي وبنت مصداقية مع المواطنات والمواطنين وعرفت صدمات ثم تقدم فتراجع مثل حزب التقدم والاشتراكية”.
واسترسل بنعبد الله “لذلك فمن الصعب أن يأتي والي بنك المغرب، متأثرا بقرارات أخرجها حزب معين، ليعمم الحكم على الجميع”، مضيفا أنه “كان من الأولى أن يسمي الأمور بمسمياتها، وحتى بدون ذكر اسم، ليقول أن حزبا معينا أخرج مقترحات لها كلفة مالية غير معقولة، لكن أن يعمم فهذا أمر سلبي”.
وقال بنعيد الله أن ما يتم الحديث عنه بخصوص مكانة الأحزاب السياسية في المغرب وتراجعها، يجب أن نتساءل عن منبعه، فهو وليد مسار سياسي عام تم فيه التدخل في شؤونها الداخلية، والصورة التي تقدم للمواطنين عنها، والشرخ الذي أصبح بين المواطنين والعمل السياسي، ومع ذلك فإن هناك أحزاب ما تزال مقاومة ومتشبثة بهويتها السياسية، يضيف بنعبد الله.