في تقرير صادم، كشف البنك الدولي، أن معدل فقر التعلم لدى الأطفال الصغار في المغرب، ناهز نسبة 66 في المائة، مشيرا إلى أن ذلك يعني أن أكثر من نصف الأطفال البالغين سن العاشرة، لا يعرفون قراءة وفهم نص باللغة العربية.
وكشف البنك الدولي، أول أمس (الثلاثاء)، في تقرير له بعنوان “النهوض بتعليم اللغة العربية وتعلمها-مسار للحد من فقر التعلم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، أن “معدل فقر التعلم يؤدي إلى قصور في تعلم معظم الأطفال وإعاقة تقدم البلاد في مجال تكوين رأس المال البشري”.
وأشار التقرير نفسه، إلى أن الأطفال في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا يتعلمون القراءة والكتابة باللغة العربية الفصحى المعاصرة في المدرسة، والتي تختلف عن اللهجة العامية، التي يتحدثون بها في الشارع أو مع عائلاتهم، وبالتالي تبقى خبرة الطفل اللغوية مع اللغة العربية الفصحى المعاصرة محدودة قبل بلوغهم سن السادسة.
وأكد التقرير أن المغرب، حصل على مراكز متأخرة، مقارنة مع البحرين والإمارات والسعودية وعمان، من حيث نسبة الأطفال المغاربة الذين لم يصلوا مستوى إتقان اللغة العربية الفصحى والفهم والقراءة في سن متأخرة في المرحلة الابتدائية.
واقترح خبراء البنك الدولي اعتماد الالتحاق ببرامج التعليم الرسمية في مرحلة الطفولة المبكرة، مثل مرحلة ما قبل المدرسة لتطوير مهارات القراءة والكتابة، كما يمكن اتخاذ إجراءات هادفة مثل توفير بيئة لغوية ثرية، والتعرض المبكر للغة الفصحى، والتدريس عالي الجودة الذي يعتمد على علم تعلم القراءة ويستثمر التداخل بين الفصحى والمفردات العامية.
وأفاد التقرير، أن أفضل طريقة لتعليم اللغة العربية للأطفال الصغار الناطقين بها، يحتاج مساعدتهم على الانتقال من مرحلة “تعلم القراءة” إلى مرحلة “القراءة للتعلم”.
كما أوصى البنك الدولي، بتحديد السمات والمفردات المشتركة بين اللغة الفصحى المعاصرة واللهجات العربية العامية، وتوظيف ذلك لمد جسر يمكّن الأطفال من الانتقال من العامية إلى تعلُّم الفصحى، وزيادة تعرّض الأطفال للّغة الفصحى المعاصرة، لاسيما المفردات والوعي الاشتقاقي، مبكرا وبطرق جذابة.