رغم الانسجام في المواقف والتقارب الواضح بين أحزاب المعارضة، لاسيما خلال النصف الثاني من الولاية الحكومية، إلا أنها لم تتوصل بعد إلى إعلان تحالفها خلال الانتخابات المقبلة، بسبب موقف الاستقلال الذي يعتبر أن العلاقة مجرد تنسيق ولا ترقى إلى تحالف، في وقت يطمح حزبا التقدم والاشتراكية، والأصالة والمعاصرة، إلى تحالف كامل، في أفق التحاق حزب “الميزان”.
الحديث عن التحالف بين أحزاب المعارضة جاء خلال كلمة عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، في لقاء عقده زعماء أحزاب المعارضة، مساء أمس (الاثنين)، كشف فيها أن العلاقة التي تربط أحزاب المعارضة وقال إنها “علاقة تحالف سيستمر إلى ما بعد الانتخابات”، مفيدا أنه لا يتصور حكومة يتواجد فيها حزب “البام” بدون حزبي التقدم والاشتراكية والاستقلال.
وقال وهبي، في السياق نفسه، إن هناك اختلاف في الرأي بين نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقديم والاشتراكية، ونزار بركة، الأمين لحزب الاستقلال، حول تصور العلاقة بين أحزاب المعارضة، موضحا أن الأول يقول إن هناك تحالف، بينما الثاني يؤكد أنه تنسيق، واختار وهبي حل هذه الوضعية من خلال صيغة “تنسيق داخل تحالف”، معلنا أنه ينتصر لكونه تحالف أكثر منه تنسيق.
وشدد وهبي، أن التحالف يجب أن يستمر لما بعد الانتخابات “إذا أردنا خدمة الشعب”، مشيرا إلى أنه “إذا كان من حظ حزب الأصالة والمعاصرة المرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة سيفاوض باقي الأحزاب السياسية بشكل ثلاثي”، مؤكدا أن “البام” سيتفاوض من خلال تحالفه “حتى يعرف الجميع أن هذا التحالف له امتداد لما بعد الانتخابات”.
ومن جانبه بدا نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، غير متشجع لاعتماد مفهوم “التحالف”، مؤكدا أن علاقة حزبه بباقي أحزاب المعارضة هي “تنسيق يسعى للوصول إلى تحالف، لأنه أولا وجب الاتفاق على أرضية برنامجياتة، لأن المواطن هو الأساس، ولا يمكن أن نتحدث عن تحالف في وقت لم نتفق بعد عن البرنامج الذي سيكون من خلاله هذا التحالف”.
وأشار بركة إلى أنه كانت هناك تجربة سابقة للتحالف في إطار الكتلة الديمقراطية بين أحزب الاستقلال، والتقدم والاشتراكية، والاتحاد الاشتراكي، وكان الاتفاق إما أن تدخل الحكومة الأحزاب الثلاثة وإما أن تختار المعارضة، لكن حينما جاءت حكومة بنكيران رفض الاتحاد الاشتراكي المشاركة فيها، رافضا التحالف مع “البيجيدي”، وهو اليوم يتواجد في حكومة يقودها الحزب نفسه.
وأكد بركة أنه “لا يجب الإعلان عن أمر لا نستطيع الثبات عليه فيما بعد”، مضيفا أنه “اليوم نشتغل من أجل الوصول إلى هدف التحالف”، مشترطا “ضبط الأمور”، مبررا ذلك بأنه “لا يستطيع إعطاء وعد ثم لا يلتزم به غدا”.
وتحالفات حزب الاستقلال، وفق بركة، “لا يمكن أن تذهب في اتجاه مغاير لما يتم الدفاع عنه اليوم من سياسات، بهدف إحداث قطيعة مع السياسات الحالية، لافتا إلى أن كل من حزب الأصالة والمعاصرة والتقدم والاشتراكية يذهبان في نفس اتجاه حزب الاستقلال”.
وعقّب عبد اللطيف وهبي على كلمة نزار بركة قائلا “أنا التحالف مع نبيل بنعبد الله اليوم يكفيني ومن بعد نرى، ومن أراد الالتحاق بنا مرحبا به”، ما يفيد إعلانه لتحالف ثنائي في أفق التحاق حزب التقدم والاشتراكية.