رغم خفوت أحداث الهجرة الجماعية إلى مدينة سبتة المحتلة، يبدو أن التصعيد في العلاقات المغربية الاسبانية مازال مستمرا، فبعد هدنة قليلة خلال هذا الأسبوع، عاد التشنج من جديد بعد التصريحات الأخيرة لوزيرة الخارجية الإسبانية والتي خلفت ردا قويا من السفيرة المغربية التي تم استدعائها للتشاور.
وسببت تصريحات أرانشا غونزاليس، وزيرة الشؤون الخارجية الاسبانية، في عودة التصعيد بين البلدين، وذلك بعدما أكدت أن زعيم الميليشيات الانفصالية، إبراهيم غالي، “سيغادر إسبانيا، عندما تتحسن حالته الصحية”.
ورغم تحذيرات الرباط من أن خروج إبراهيم غالي بنفس الطريقة التي دخل بها، إلا أن الخارجية الإسبانية تواصل تأزيم العلاقة أكثر، مما دفع بالسفيرة المغربية كريمة بنيعيش، لاستنكار تصريحات أرانشا، أمس (الخميس).
واعتبرت بنيعيش أن تصريحات وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية “فيها تقديم وقائع مغلوطة، وإصدار تعليقات غير ملائمة”، لافتا إلى أنه “لا يمكن إلا أن نعبر عن الأسف للطابع البئيس وللانفعال والعصبية التي رافقت هذه التصريحات”.
وأكدت السفيرة المغربية، في تصريح للصحافة، أن الأزمة الحالية “كشفت الدوافع الخفية ومخططات بعض الأوساط الإسبانية، التي ما زالت تلح على الرغبة في الإضرار بالمصالح العليا للمملكة منذ استرجاع الصحراء المغربية سنة 1975”.
وتساءلت بنيعيش “عما إذا كانت هذه التصريحات الأخيرة خطأ شخصيا للسيدة الوزيرة، أو أنها تعكس النوايا الحقيقية لبعض الأوساط الإسبانية المعادية للوحدة الترابية للمملكة، القضية المقدسة للشعب المغربي ولكل القوى الحية للأمة”.
وخلصت السفيرة إلى أن “الاحترام المتبادل والثقة بين البلدين، اللذين تحدث عنهما رئيس الحكومة الإسبانية، أضحيا، للأسف، موضع شك حاليا”، وأن “المغرب أخذ علما بذلك، وسيتصرف بناء عليه”.