في الوقت الذي استدعت الرباط سفيرته من من دولة ألمانيا للتشاور، بسبب مواقفها العدائية تجاه القضايا العليا للمغرب، عاد المغرب ليوجه تهديدا صريحا لدولة اسبانيا بوقف التعاون معها في مجالات الشراكة الثنائية، خاصة الأمنية، عقب عدم إخبار السلطات الإسبانية نظيرتها المغربية بدخول زعيم “البوليساريو” بهوية مزورة وعدم تقديم توضيحات مقنعة ومرضية.
وأصدرت الخارجية المغربية، ليلة أمس (الجمعة)، بلاغا موجها الحكومة الإسبانية، موضحة أنه منذ أن استقبلت إسبانيا على أراضيها زعيم ميليشيات “البوليساريو” المتهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، زاد المسؤولون الإسبان من عدد التصريحات التي تحاول تبرير هذا العمل الخطير والمخالف لروح الشراكة التي تجمع البلدين.
وأوضحت المملكة المغربية، في البلاغ نفسه، أن قرار السلطات الإسبانية بعدم إخطار نظرائها المغاربة بوصول زعيم ميليشيا “البوليساريو” ليس مجرد إغفال، مشيرة إلى أنه عمل مع سبق الإصرار وخيار طوعي وقرار سيادي من قبل إسبانيا، وهو أمر يقره المغرب تمامًا. سوف يرسم كل العواقب.
وأشار بلاغ الخارجية المغربية إلى إن موقف بعض المسؤولين الحكوميين من الحكم المسبق على رد الفعل المغربي والتقليل من التأثير الخطير على العلاقة لا يمكن أن يحجب هذا الوضع المؤسف.
ولفتت الخارجية المغربية إلى أن الحفاظ على الشراكة الثنائية مسؤولية مشتركة يغذيها التزام دائم بحماية الثقة المتبادلة والحفاظ على التعاون المثمر وحماية المصالح الاستراتيجية للبلدين.
وأكدت الخارجية المغربية أن التذرع بالاعتبارات الإنسانية لا يبرر هذا الموقف السلبي ولا تبرر المناورة من وراء ظهور الشريك والجار، لافتا إلى أن الاعتبارات الإنسانية لا يمكن أن تكون حلاً سحرياً يتم إعطاؤه بشكل انتقائي لزعيم مليشيات “البوليساريو”، في وقت يعيش فيه آلاف الأشخاص في ظروف غير إنسانية في مخيمات تندوف.
وحول مبرر الاعتبارات الانسانية الذي أشهرته إسبانيا، قال بلاغ الخارجية أنها لا يمكن أن تفسر تقاعس المحاكم الإسبانية أيضًا، عندما يتم رفعها حسب الأصول للشكاوى الموثقة، مشيرا إلى أن تطبيق القانون والحفاظ على حقوق الضحايا لا يمكن أن يكونا بمكيالين، ولا يمكن أن يعانوا من الكيل بمكيالين.
والاعتبارات الإنسانية لا توضح، يضيف البلاغ، علاوة على ذلك، أن الشخص متواطئ في إنتحال الهوية وتزوير جواز السفر بقصد التحايل على القانون طواعية، مضيفا أنه لا يمكن للاعتبارات الإنسانية أن تنكر المزاعم المشروعة لضحايا الاغتصاب والتعذيب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبها زعيم ميليشيا “البوليساريو”.
وتجدر الإشارة إلى أنه بعد انفضاح أمر تواجد زعيم “البوليساريو” على التراب الاسباني بهوية مزورة، وعدم تقديمه أمام المحكمة رغم وجود دعاوى قضائية في حقه، تمسكت اسبانيا بتبرير موقفها بالاعتبارات الإنسانية، وهو ما رفضته المملكة المغربية متشبثة بضرورة تقديم توضيحات حول الأمر وعدم التقليل من شأن تأثيره على العلاقات المغربية.