بعدما طبقت حجرا صحيا شاملا بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، أطلقت الحكومة الفرنسية خطة لتخفيف إجراءات الإغلاق بشكل تدريجي، ابتداء من اليوم (الاثنين)، مستفيدة في ذلك من النتائج الإيجابية لحملة التلقيح التي أطلقتها، والتي ساهمت إلى جانب الإغلاق في تراجع حالات الإصابة بجائحة “كوفيد 19”.
ويتساءل متتبعون إذا كان المغرب سيقدم على خطوة مماثلة، عبر إلغاء تدابير الإغلاق الليلي التي باشرتها الحكومة المغربية منذ أشهر، لاسيما في ظل النجاح المهم الذي حققه المغرب في حملة التلقيح، واستحضارا للآثار الاقتصادية الوخيمة على بعض الأنشطة الاقتصادية خلال شهر رمضان.
وتزداد انتظارات المغاربة لتطبيق تخفيف للتدابير الصحية في الأيام المقبلة، لأن الوضع الوبائي يعرف استقرارا خلال المرحلة الحالية، ذلك أن وزارة الصحة سجلت خلال الـ24 ساعة الأخيرة 294 إصابة جديدة، وتشافي 284 حالة، ليرتفع معدل التعافي إلى 97.4 في المئة، فيما وصل عدد الحالات التي تتلقى العلاج لـ 413، ووصول عدد المواطنين الذين تلقوا الجرعة الأولى من التلقيح لـ 5055239، فيما وصل عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الثانية إلى 4260605.
وبينما ينتظر أن يعود المغرب إلى تخفيف الإجراءات الصحية فيما يتعلق بالإغلاق الليلي وبالتنقل بين المدن، تشير توقعات إلى احتمال إرجاء هذه الخطوة إلى ما بعد مرور عيد الفطر، الذي يشهد حركية كبيرة ويهدد بنسف النتائج المحققة، مع استحضار تجربة عيد الأضحى للسنة الفارطة، والتي ارتفعت بعدها حالات الإصابة إلى أرقام قياسية رغم إجراءات منع التنقل.
وقدم الرئيس الفرنسي خطة تخفيف التدابير الصحية التي وضعتها الحكومة الفرنسية، إذ كشف ماكرون أنه سيكون بإمكان المقاهي والمطاعم استقبال الزبائن اعتبارا من 19 ماي، على أن تكون عملية رفع الحجر في البلاد عبر مجموعة من المراحل، كما ستهم هذه الإجراءات دور السينما والعروض والقاعات الرياضية، مشيرا إلى احتمال تعديل هذه الخطة تبعا للأوضاع الصحية.
وأفاد ماكرون أن تدابير التخفيف ستتم على أربعة مراحل؛ إذ سيتم في الثالث من ماي وضع حدا للتصاريح والقيود على التنقل، وعلى أمل أن تعود احياة بشكل طبيعي ابتداء من 19 ماي، وسيكون بإمكان المقاهي والمطاعم استقبال الزبائن في الداخل اعتبارا من 9 يونيو، وذلك بعدما كانت المرحلة الصفر قد انطلقت بإعادة فتح المدارس في 26 أبريل.
وأوضح الرئيس الفرنسي أنه سيكون بإمكان الحانات والمطاعم استقبال الزبائن بمعدل ستة أشخاص كحد أقصى لكل طاولة على الشرفات اعتبارا من 19 ماي، ثم داخل الصالات اعتبارا من 9 يونيو، مع تأخير ساعة حظر التجول إلى 23:00، قبل رفعه تماما وإلغاء القيود على عدد الزبائن المسموح به في 30 يونيو إذا سمح الوضع الصحي بذلك.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الفئات تطالب الحكومة المغربية بتخفيف تدابير الحجر الصحي، نظرا لتأثر مجموعة من الأنشطة الاقتصادية من تدابير الإغلاق، خاصة في القطاع غير المهيكل، إضافة إلى مطالب بإعادة تصنيف المغرب إلى منطقة 1 ومنطقة 2، مع تخفيف التدابير الصحية حسب الوضع الوبائي في كل واحدة منها.