أمام التعتيم الذي تمارسه الآلة الإعلامية الانفصالية حول الوضع الصحي لإبراهيم غالي، زعيم جبهة “البوليساريو”، الذي يتواجد حاليا باسبانيا لتلقي العلاج، إثر حالته الصحية الحرجة، وأمام تضارب الأنباء بشأن وفاته، أثير نقاش حول الأسماء المرتقب أن تصعد لزعامة الجبهة.
اللغط كشف أزمة غير مسبوقة، بشأن ترهل كبير داخل أجهزة “البوليساريو” المدعومة جزائريا. وتجد الجبهة نفسها أمام مفترق طرق كبير فيما يخص اختيار قائدها المقبل، في حال ثبوت خبر وفاة إبراهيم غالي، البالغ من العمر 75 سنة، بسبب غياب شخصية تحقق شرط الإجماع وسط الانفصاليين، إضافة إلى الانقسامات الكبيرة داخل الجبهة، التي تغذيها المصالح المتناقضة بين أطرافها.
وينضاف إلى الظروف السابقة، التي تعقد مهمة اختيار الزعيم المقبل للجبهة، مآل “الحرب” التي تقول “البوليساريو” إنها تخوضها ضد المغرب، والتي منيت فيها بخيبة أمال كبيرة، ذلك أن الأهداف التي كانت تراهن عليها العصابات الانفصالية، وراء إعلان التملص من اتفاق وقف إطلاق النار لم تحقق، بل الأكثر من ذلك، كانت خطوة الجبهة سببا في هزيمة عسكرية وسياسية وديبلوماسية، بسبب الارتجالية الكبيرة في اتخاذ القرارات.
ويتكهن متتبعون بأن الجبهة ستعيش مزيدا من الاختناق في حال ثبت خبر وفاة الرئيس غالي، الذي أكدت خارجية اسبانيا تواجده على ترابها “لأسباب إنسانية” متعلقة بعلاجه، بالنظر إلى صعوبة اختيار الشخصية الموالية في ظل غياب عملية سياسية ذات مصداقية بالمخيمات، وأمام تدخل جنرالات الجزائر لتحديد الشخصية التي ستحفظ مصالحهم في إطالة أمد النزاع، وكذا ضيق الاختيارات أمام الجبهة التي أصبحت تلوح بالعودة إلى طاولة المفاوضات.