بعد أخذ ورد وإعلان موقف رافض في البداية، وافق مجلس جماعة الرباط، الذي يرأسه محمد صديقي، المنتمي لحزب العدالة والتنمية على إحداث شركة تنمية محلية لتدبير المساحات الخضراء بالرباط، بقيمة 9 مليارات سنتيم، ما يطرح أسئلة كبيرة حول المهام المنوطة بالجماعة، التي تتخلى عن أدوارها لصالح شركات بميزانيات هائلة.
وعلى الرغم من أن جماعة الرباط تتوفر على عدد ضخم من الموظفين، يقدر بـ 4 آلاف موظف، منهم عمال الإنعاش الوطني، إلا أنها أصبحت عاجزة عن تدبير المساحات الخضراء بالمدينة، ما اضطر والي جهة الرباط سلا القنيطرة، إلى طلب إحداث شركة تنمية متخصصة فيها.
وتساءل منتخبون من المعارضة بمجلس الرباط، عن أسباب عدم اضطلاع المجلس الجماعي بمهامه، فيما يتعلق بالمساحات الخضراء، خصوصا أنها تحتل مكانة هامة بعاصمة البلاد، المصنفة كمدينة خضراء منذ سنة 2010، ما سيكلف الجماعة ميزانية كبيرة.
وعلى الرغم من أن المساحات الخضراء تعد اختصاصا حصريا للجماعات الترابية، إلا أن مجلس جماعة الرباط، الذي يقوده “البيجيدي”، يتنازل عن مهامه لصالح شركة ستلتهم ملايين الدراهم من الميزانية العمومية.
ويذكر أن والي الجهة، وجّه نقدا لاذعا للعمدة صديقي، الذي لم يبرمج مجلسه أي نقطة متعلقة بالمساحات الخضراء طيلة ولايته الانتخابية، باستثناء المقترحة من طرف الولاية أو جهات أخرى، معبرا بذلك عن إهمال مجلسه لهذا الجانب الذي يساهم بشكل كبير في تحسين جاذبية المدينة، وجعلها قبلة للزوار من مختلف بقاع العالم.