في سابقة من نوعها، عقب الإعلان الثلاثي الذي جمع أمريكا والمغرب وإسرائيل، ونص في جانب منه على عودة العلاقات الرسمية بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل، وقّعت جمعية ميمونة المغربية، التي تحظى بدعم رسمي، اتفاقا مع وزارة الخارجية الأمريكية، لمكافحة وتجريم معاداة السامية والصهيونية.
وأكدت المصادر، أن الاتفاق، الذي حضرت حفل توقيعه يوم الجمعة الماضي، سفيرة المغرب بواشنطن، للا جمالة العلوي، تنص على أن الطرفين “يعتزمان العمل معا لتبادل وتعزيز أفضل الممارسات لمكافحة جميع أشكال معاداة السامية بما في ذلك معاداة الصهيونية ونزع الشرعية عن دولة إسرائيل”.
ووقعت هذه الاتفاقية، بشكل افتراضي، بين رئيس جمعية ميمونة المتبنية أفكار تدعو إلى “التسامح بين الأديان” ونشر ثقافة الحوار والتواصل بين المسلمين واليهود والمسيحيين في المغرب، ونائبة المبعوث الأمريكي لمراقبة ومحاربة معاداة السامية، إيلي كوهانيم.
وتنص بنود الاتفاقية الموقعة بين الطرفين، على العمل المشترك على إشاعة الاحترام المتبادل، ونشر السلام والتعاون بين العرب واليهود، وبين جميع الديانات بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى العمل على تطوير برنامج ينظم ويحتفي بالمرحلة التي كانت فيها العلاقة جيدة ومنسجمة بين العرب واليهود. وتسعى الاتفاقية إلى التعاون في مجال التدريس وتطوير برامج تعلم الأطفال بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا قيم الاحترام المتبادل والسلام والتعاون، وتدريس تاريخ وثقافة المكون اليهودي.
وتتضمن الاتفاقية بنودا تجرم كل أشكال عدم الاحترام والكراهية ومعاداة السامية والصهيونية، وكذا تجريم الإسلاموفوبيا. واتفق الطرفان على بداية العمل بالاتفاق داخل أجل ستة أشهر من التوقيع. وتمتد الاتفاقية لمدة ثلاثة سنوات، وينتظر منها أن تساهم في إزالة الصورة المتشكلة في المخيال الجماعي حول دولة إسرائيل، إضافة إلى المساهمة في تثبيت شرعية دولة إسرائيل بالشرق الأوسط.
وينتظر من هذه الاتفاقية أن تمهد لسن قوانين مستقبلا، تنص بشكل صريح على تجريم معاداة السامية، وسن عقوبات زجرية في حق المخالفين لها. وسبق لدولة البحرين أو وقعت اتفاقية مماثلة عقب إعلان عودة علاقاتها هي الأخرى مع دولة إسرائيل.
وتجدر الإشارة، إلى أن جمعية ميمونة، هي منظمة مغربية غير ربحية، تأسست في 7 أبريل 2007، للحفاظ على التراث والثقافة اليهودية المغربية، وبدأت كنادي يديره الطلاب في جامعة الأخوين في إفران، وكانت تعرف في الأصل باسم نادي ميمونة، قبل أن تتحول سنة 2012، إلى منظمة غير ربحية مسجلة رسميا باسم “جمعية ميمونة”.