بعد سنة كاملة من تعيينه سفيرا للولايات المتحدة بالمغرب، من طرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقبيل أسبوع من مغادرة هذا الأخير للبيت الأبيض، أعلنت السفارة الأمريكية أن مهام السفير ديفيد فيشر انتهت رسميا، ما يطرح أسئلة حول سرّ عدم احتفاظ الإدارة المقبلة لجو بايدن بالسفير الحالي، وما إن كانت السياسة الأمريكية تجاه المغرب، ستشهد انعطافا خلال الفترة المقبلة.
واستقبل سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، السفير الأمريكي، معربا له عن شكره على المجهودات التي قام بها، ومساهمته في تعزيز العلاقات المغربية الأمريكية. وفي المقابل نوه فيشر بالتطور الذي يعرفه المغرب، آملا له المزيد من الازدهار. ليعلنا بذلك طي صفحة أخرى من العلاقات المغربية الأمريكية، توجت باعتراف أمريكا بسيادة المغرب على صحرائه، وبتوقيع إعلان ثلاثي أعاد العلاقات الدبلوماسية المغربية الإسرائيلية.
وبينما يعتبر تعيين السفراء يعد اختصاصا محصورا في يد الرئيس الأمريكي المنتخب، ما قد يفيد أن الرئيس بايدن لا يرغب في استمرار ديفيد فيشر ممثلا لأمريكا بالمغرب، ما يعني بحسب مراقبين احتمال أن بايدن يرغب في تصفية رجال ترامب من الإدارة الأمريكية، وإما أن هناك مساعي إلى إعادة النظر في القرارات الأمريكية بخصوص المغرب.
من جانب آخر، أوضح متتبعون أن الدبلوماسية المغربية، كانت على علم بالتغييرات الممكن حدوثها، بما فيها فشل ترامب في الاستمرار لولاية مقبلة، وأن قبول المغرب بتوقيع الإعلان الثلاثي استند على ضمانات حقيقية لا يمكن المساس بها مع الرئيس بايدن.
وعلى الرغم من هذه التطمينات، يترقب المغاربة ما ستكشفه الأسابيع المقبلة، وما إذا كانت قرارت الرئيس ترامب تعد التزامات سياسية وقانونية للولايات المتحدة، أم ترتبط بحكومة ترامب وحدها، وبإمكان الديمقراطيين التملص منها.