أخيرا.. خرج سعيد احميدوش، والي جهة الدار البيضاء -سطات، وعامل عمالة الدار البيضاء، مكتبه، وأجرى زيارة تفقدية لعدد من الأسر والأماكن المتضررة جراء التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها العاصمة الاقتصادية في الأيام الأخيرة على غرار العديد من مدن المملكة.
وزار الوالي، اليوم (السبت)، مرفوقا بوفد رسمي من مختلف المسؤوليات، مجموعة من النقط المحورية على مستوى النفوذ الترابي لكل من عمالة مقاطعات الدار البيضاء آنفا وعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي وكذا عمالة مقاطعات مولاي رشيد، والتي تضررت بفعل السيول، التي بلغت مداها 192 ملم خلال الفترة الممتدة ما بين 5 و8 يناير الجاري.
واطلع الوفد على وضعية المباني الآيلة للسقوط بالمدينة العتيقة ومنطقة لهراويين التي تضرررت بشكل كبير، مما حتم إيواء عدد من ساكنتها بشكل مؤقت بإحدى المؤسسات التعليمية، فضلا عن معاينة حالة الطرق والمنشآت بمدار باشكو والطريق السيار الرابط ما بين الدار البيضاء والمحمدية.
وشكلت هذه الجولة الاستطلاعية أيضا فرصة لعمال العمالات المذكورة ومسؤولي شركة “ليديك” المكلفة بالتدبير المفوض لتوزيع الماء والكهرباء بالدار البيضاء الكبرى، لاطلاع الوالي على الوضعية الراهنة بشكل عام والإجراءات والتدابير الاستعجالية التي تم اتخاذها للحد من الآثار ذات الصلة.
كما تم إطلاع الوفد على عدد المشاريع الجارية أو السائرة في طور الإنجاز لتجنيب العاصمة الاقتصادية الوقوع في مثل هذه الأزمة الناجمة عن التدفقات المائية والفيضانات، من قبيل بناء سرداب حي السدري التابع لمقاطعة مولاي رشيد المهيأ أساسا لتجميع أكثر من 14 ألف متر مكعب من المياه الشتوية وتصريفها مباشرة بعد انتهاء الأمطار.
وقال مدير الأشغال بشركة “ليديك” يوسف التازي، في معرض تقديمه لشروحات بالمناسبة، إن هذا المشروع، الذي بلغت كلفة إنجازه نحو 182 مليون درهم دون احتساب الرسوم، هو عبارة عن سرداب تحت أرضي بعمق يصل إلى 40 مترا وطول 1350 مترا، اعتمد في حفره على آلات جد متطورة.
وأضاف التازي أنه تم إلحاق السرداب بمنشأة تضم مصبات للعواصف وآبار للاستغلال والتهوية وقنوات لتصريف المياه ومحطة للضغط لتعلية المياه التي يصل صبيبها إلى 640 لترا في الثانية، مشيرا إلى أن مستوى تقدم الأشغال بالمنشأة بلغ حتى الآن نسبة 90 في المائة في افق استكمال إنجاز المشروع برمته خلال مارس القادم.
ويذكر أن هذه الزيارة جاءت عقب اجتماع طارئ عقد أمس الجمعة بمقر ولاية الجهة خصص أساسا لتدارس الآثار الجانبية للتساقطات الغزيرة التي تهاطلت على المدينة وكذا طبيعة الإجراءات الاستعجالية والمستقبلية لاحتواء الوضع.
وشكل هذا الاجتماع، بمشاركة مختلف الأطراف المعنية، مناسبة للوقوف على طبيعة المواقع والنقاط المتضررة من تجمع المياه والانعكاسات السلبية للتساقطات المطرية سواء على البنية التحتية أو على الساكنة البيضاوية، والتذكير بجملة من المشاريع المنجزة والمرتقبة مستقبلا في إطار عقد التدبير المفوض الذي يجمع جماعة الدار البيضاء وشركة “ليديك”.
كما تم خلال اللقاء ذاته، التأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات عملية وآنية من أجل تصريف مياه الأمطار وتعزيز عمليات التنقية والصيانة المستمرة لقنوات التطهير والتدخل لإنجاز الاشغال الضرورية بها وتحسين ظروف السير والتنقل داخل المدينة واتخاذ الإجراءات الاستعجالية بخصوص قاطني الدور الآيلة للسقوط وتعبئة جميع الموارد والوسائل لهذه الغاية.
يشار إلى أن العاصمة الاقتصادية شهدت خلال الأيام الماضية هطول أمطار غزيرة، مما تسبب في اضطرابات على مستوى حركة النقل، وأضرار مادية همت الممتلكات العامة والخاصة.