بعد الجدل الكبير، الذي أعقب توقيع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، الاتفاق الثلاثي الذي جمع المغرب وأمريكا وإسرائيل، وما أثاره وسط أعضاء حزب العدالة والتنمية، الذين طالبوا بإقالة الأمين العام، خرج عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، لينقذه من غضب إخوانه، الذين كانوا يخططون لدفعه إلى الاستقالة ووضع سليمان العمراني على رأس الحزب، مؤكدا أن “الحزب لن يخذل الدولة في هذه المرحلة الحرجة”.
وطالب بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، في بث مباشر مساء اليوم (الأربعاء)، أعضاء الحزب، بأن يكفوا عن انتقاد العثماني، وأن يلزموا الصمت خلال هذه المرحلة، موضحا “بطبيعة الحال لا أحد سيعجبه توقيع العثماني الإعلان، لكن هناك فرق بين انتقاد القرار وبين مخالفة ما جاء في بلاغ الأمانة”، مضيفا أن “هناك من طالب برحيل العثماني وتعيين سليمان العمراني مكانه”، وهذا أمر لا يصح بحسبه.
وأضاف بنكيران، أن الحزب نوّه بالقرارات الملكية وتناولها في بلاغه بـ “التشديد والتغليظ والتوكيد”، مضيفا أنه إذا كان للحزب موقف آخر، كان عليه اتخاذه في الوقت المناسب، وأن نترك للدولة وقتا للبحث عن حلول، مضيفا “لا يجب أن نقول كلاما ونتصرف تصرفات تدل على أننا نخذل الدولة المغربية في لحظة حرجة”.
وقال بنكيران إن الملك هو الذي يحدد من يوقع ومن لا يوقع، وصحيح أن العثماني يملك قرار الرفض أو الموافقة، لكن انتقاده يجب أن يكون خلال المجلس الوطني، وأن تتاح له الإمكانية لتوضيح رأيه، موضحا أن “الحزب طرف في الدولة الآن، وليس هناك طرف في الدولة “كيخوي بالدولة”، وأي كلام عن موقف العثماني يقرأ هكذا، ونحن حاليا في معركة خارجية، والعالم كله ينظر، ونحن لا نخذل دولتنا”.
وبخصوص علاقته مع العثماني قال بنكيران “أنا وسعد الدين بيناتنا غير الصواب، لكن هذا أمين عام ديالنا ورئيس حكومة منتخب”، مضيفا بأنه لا يمكن الحكم عليه بعد التوقيع مباشرة، مضيفا “يطيح الحزب هذاك شغالو لكن الدولة متبانش أنها كتلعب..”، كما ذكّر بمواقف الملك محمد السادس، ومنها أنه رفض حل حزب العدالة والتنمية رغم المطالب بذلك”.
وخاطب بنكيران أعضاء الحزب “حتى ايلا بغيتو تخرجو من الحكومة ماشي مشكل لكن ماشي هذا الوقت ديال هادشي”، وأضاف في السياق ذاته، أن الرجل الثاني في الدولة لا يخرج على الرجل الأول للدولة، وأنه إذا كان هناك موقف معين، يجب أن يتخذ في الوقت المناسب، و”هذا وقت الاصطفاف وراء جلالة الملك.. القضية ما فيهاش اللعب.. لا يمكن أن نضغط على العثماني ونخلق أزمة لحزبنا.. الدولة ما فيهاش اللعب” يشدد بنكيران.
وختم بنكيران بأنه “اليوم عندنا موقف واحد، هو مساندة الملك لأننا نترأس الحكومة، وهذا أمر ليس بيننا وبين العثماني، وعندما سيأتي العثماني سنحاسبه بطريقتنا، هذاك شغلنا، اليوم لدينا دولتنا، وأمام مصلحة الدولة العليا مكاينش اللعب”، داعيا أعضاء الحزب “للحفاظ على وحدة الحزب بالهدوء، وانتظار الوقت المناسب”.
وجدير بالذكر أن ردود الفعل، جاءت بعد حضور العثماني مجريات الاتفاق الثلاثي الذي تم بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية ودولة إسرائيل”، وتوقيعه الإعلان المشترك الذي يحدد بنود الاتفاق.