في سياق عملية تعقيم مثيرة، قد تعتبر الأكبر إطلاقا في البلاد، منذ وصول فيروس كورونا المستجد “كوفيد19” المغرب، خصصت مؤسسة بريد المغرب، وهي شركة عمومية، أزيد من مليارين ونصف، لإجراء تعقيم شامل في مقرها المركزي ومختلف فروعها بمختلف مدن المغرب.
ووفق الوثائق التي تتوفر صحيفة “أمَزان24” على نسخة منها، فإن الأمر يتعلق بصفقة، قيمتها المالية 26.755.200 درهم، لتعقيم مكاتبها ومقرّاتها وطرودها وسياراتها ضد وباء “كوفيد19″، ويُتوقع أن تحسمها نهاية العام الجاري.
ووفق المعطيات ذاتها، فإن مدة تعقيم “بريد المغرب” ضد كورونا، ستستمر طيلة عام، على الرغم من أن المغرب مقبل على تلقيح المغاربة، وقد يُنهي التلقيح شبح الفيروس نهائيا، في الوقت الذي قد تكون الشركة العمومية، التي تنشط في مجال البريد والإرساليات والبريد الرقمي، والخدمات المالية في المغرب، قد أبرمت صفقة التعقيم ولا يمكنها التراجع عنها، خصوصا أنها كبّلت الشركة التي ستفوز بالصفقة، بأداء ذعيرة تصل 2500 درهم في اليوم، في حال تأخرها عن تعقيم موقع معيّن في اليوم.
وبرّرت مؤسسة “بريد المغرب” الصفقة الضخمة، برغبتها في التخفيف من انتشار وباء “كوفيد19” كتدبير احترازي لحماية موظفيها ومستخدميها وزبنائها من الإصابة به.
ويتعلق الأمر، وفق ما ورد في دفتر التحملات الخاص، بتعقيم مقرات “BAM” ومكاتبه وعرباته التي تبلغ 2360 منها 422 سيارة و33 شاحنة و1905 دراجة، موضحة أن عدد المواقع في اليوم يبلغ 18580، مبرزة مساحتها في لائحة مفصلة، مشيرة إلى أنها ليست نهائية.
ووضعت مؤسسة “بريد المغرب” عددا من الشروط، من أجل القيام بذلك، من بينها توفير الكمية اللازمة من مواد التعقيم، بالإضافة إلى ضرورة تسجيلها في قائمة المواد المرخصة من طرف المكتب الوطني لسلامة المنتجات الغدائية “أونسا”.
ويشار إلى أن بريد المغرب شركة عمومية، تنشط في مجال البريد والإرساليات والبريد الرقمي والخدمات المالية بالمغرب، وهي ذات استقلالية مالية، خاضعة لوصاية الحكومة، جرى إنشاؤها سنة 1998، إثر فصل قطاعي البريج والاتصالات، وتحولت منذ غشت 2010 إلى شركة مساهمة، ويوجد على رأسها أمين بنجلون التويمي المدير العام لبنك المغرب.