بعدما تسبب توقيف عقد التدبير المفوض لمركز أم عزة لتثمين وطمر النفايات المنزلية، الذي كان يجمعها مع الشركة الفرنسية “بيزورنو”، في تراكم الأزبال بالرباط ونواحيها، أطلقت مؤسسة التعاون بين الجماعات “العاصمة”، صفقة دولية لاختيار شركة جديدة للتدبير المفوض للمركز، الذي يستقبل يوميا أطنان أزبال سكان العاصمة، ومعالجة عصارة “الليكسيفيا” المخزنة في أحواضه.
وكشفت مؤسسة التعاون بين الجماعات “العاصمة”، بحسب وثائق الصفقة التي تتوفر صحيفة “أمَزان24” على نسخة منها، أن الحسم في الشركة الأجنبية ستتولى تدبير المطرح سيكون في 27 يناير 2021، ما يفيد استمرار أزمة الأزبال بالعاصمة، لاسيما أن المركز المذكور، يمكن أن يمتلئ في ظرف يومين أو ثلاثة.
وتطلب مؤسسة “العاصمة”، من الشركة التي ستتسلم الخدمات، القيام بمهام التصميم والتشييد والتمويل والتشغيل والإدارة والارتقاء والتتبع بمركز أم عزة، لتثمين وطمر النفايات المنزلية، وتدبير واستغلال مراكز تحويل النفايات المنزلية، بالرباط وسلا وتمارة، واستيعابها في محيط التدبير المفوض، بالإضافة إلى نقل النفايات المنزلية واستيعابها من مراكز التحويل المذكورة إلى مركز أم عزة.
ووفق الوثائق ذاتها، لتمويل برنامج الاستثمار التعاقدي، ستقدم للشركة الأجنبية منحة قدرها 728 مليون درهم، خلال عشر سنوات، في إطار البرنامج الوطني للنفايات المنزلية للمشاركة في مالية البرنامج السنوي للاستثمار، موضحة أنه يمكن للمرشح أيضا أن يقترح متغيرا لتقديم الخدمات التي تغطيها هذه الاتفاقية باستثمار من قبل المفوض، بدلا من المنحة، في برنامج الاستثمار حتى 50 بالمائة باستثناء التجديد.
واشترطت المؤسسة، بحسب المصدر ذاته، أن يغطي المرشح جميع التكاليف المرتبطة بإعداد وتقديم ترشيحه، مضيفة بأنها لن تكون مسؤولة أو مُطالبة بتغطية هذه التكاليف، بغض النظر عن كيفية إجراء عملية التأهيل المسبق أو أيا كانت نتائجها.
وأشارت المؤسسة نفسها، إلى ضرورة توفر طلبات المتنافسين على عرض يأخذ بعين الاعتبار عناصر أساسية، هي فرز النفايات، ومعالجتها وتقييمها، وتثمينها، ومعالجة “الليكسيفيا والبيوغاز”، وتدبير مراكز التحويل ونقل النفايات منها في اتجاه مركز أم عزة.
وجدير بالذكر أن الأزمة الحالية، التي تعيشها العاصمة الرباط، بفعل تراكم النفايات المنزلية، نتجت عن توقيف الشركة الفرنسية عن العمل، بعدما كان عقدها يمتد لـ 20 سنة من 2007 إلى 2027، بسبب عدم التزامها بدفتر تحملات الصفقة، لأنها فشلت في تثمين 50 في المائة من النفايات التي يتم نقلها إلى مركز أم عزة شرق الرباط، ولم يتحقق ذلك، بل لم تتم معالجة عصارة “الليكسيفيا” المخزنة في أحواض المركز بحجم يبلغ 350 ألف متر مكعب.