من أجل توفير كميات كافية لتلقيح المغاربة ضد فيروس كورونا المستجد، وقّع المغرب شراكتين، مع شركة “سينوفارم” الصينية، ومختبر “أسترازينيكا” البريطاني، وسيتقبل 10 مليون جرعة مقدمة من المختبر الصيني قبل متم سنة 2020، بينما تم الاتفاق مع شركة “أسترازينيكا” على توفير 17 مليون جرعة مع خاصية ثلاثة ملايين جرعة إضافية.
وأوضحت الشركة المصنعة للقاح، في بلاغ لها يوم 8 دجنبر الجاري، أن هناك تقدم سريع في تصنيع اللقاح بطاقة ستصل إلى ثلاثة مليار جرعة خلال سنة 2021. ومن المتوقع أن يتلقى المغرب جرعات من لقاح أسترازينيكا في وقت أقرب مما هو محتمل. ويختلف أسلوب تصنيع لقاح أسترازينيكا عن تصنيع اللقاح الصيني، ويبلغ معدل فعاليته المعلنة 70 في المائة في المتوسط.
ونشرت النتائج الأولية للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح، المطورة من طرف جامعة أكسفورد واسترازينيكا، وفقا لآخر بيان للمختبر، في مجلة “Lancet”، ليكون لقاح أسترازينيكا هو أول لقاح مضاد لـ “كوفيد19″، يتم التحقق من صحته من قبل مجلة علمية.
وفيما يخص طريقة نقل اللقاح، فعلى الرغم من أن تصنيع اللقاح الذي طورته كل من استرازينيكا وسينوفارم، تم في عمليتين مختلفتين، لكن لديهما نفس ميزة التخزين، وأكدت المعطيات أنه مثل لقاح “سينوفارم”. وعكس اللقاحات الأمريكية، التي وضعتها شركة “فايزر” وبيونتش وموديرنا، يمكن تخزين لقاح أسترازينيكا وتوزيعه في درجة حرارة تتراوح بين 2 و8 درجة، ما يجعله مناسبا بشكل خاص للتوزيع، وهذا ما أكده مقال المجلة العلمية.
أما بالنسبة لتقنية التصنيع، فأصدر المختبر السويدي البريطاني بيانا صحفيا في 20 يوليوز، يقدم فيه معلومات كاملة عن النتائج الأولية للمرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية، التي أجرتها جامعة أكسفورد. ويشرح طريقة صنع اللقاح، ويتعلق الأمر باستخدام “ناقل فيروسي معيب في النسخ المتماثل للشمبانزي يعتمد على نسخة ضعيفة من فيروس نزلات البرد الشائع الذي يسبب العدوى في الشمبانزي ويحتوي على المادة الوراثية لبروتين (أو بروتين سبايك) الخاصة بفيروس سارس كوفيد 2. بعد التطعيم، يتم إنتاج البروتين السطحي، ما يجعل جهاز المناعة يهاجم الفيروس”، وهي تقنية ليست جديدة.
وأكدت النتائج الأولية من المرحلتين الأولى والثانية، وفقا لبيان صحفي من أسترازينيكا، في 20 يوليوز، “أن جرعة واحدة من لقاح كوفيد من جامعة أكسفورد أسفرت عن زيادة أربعة أضعاف في الأجسام المضادة ضد الفيروس” البروتين المتقدم (ما يسمى بروتين الارتفاع) في 95 المائة من المشاركين بعد شهر واحد من الحقن. في جميع المشاركين، تم حث استجابة الخلايا T، وبلغت ذروتها في اليوم الرابع عشر، وتم الاحتفاظ بها بعد شهرين من الحقن.
ويتم حساب فعالية لقاح أسترزينيكا بناءً على مقارنة بين عدد الأفراد الذين أصيبوا بكوفيد 19 في مجموعة المتطوعين الملقحة ومجموعة الثانية التي يتم تلقيحها بمادة عادية بعد 14 يوما من الحقنة الثانية للقاح، فكانت النتيجة تسجيل 131 حالة من أعراض كوفيد19، من بينهم 30 متطوعا من بين 5807 من مجموعة المتطوعين الذين تلقوا اللقاح (0.5 في المائة).
وفي التجارب السريرية، تلقت مجموعة نصف جرعة تليها جرعة كاملة بعد شهر واحد من الفرق، من هذه المجموعة، كانت الكفاءة 90 في المائة، نصف جرعة، بدلا من جرعة كاملة الأولى، كان بسبب خطأ اعترف به المختبر في وقت لاحق. وفي المجموعة التي تلقت جرعتين كاملتين من اللقاح مع فارق شهر واحد بين كل حقن، كانت الفعالية 62.1 في المائة. وسبب الإعلان عن هذا الخطأ قدرا كبيرا من الانتقادات ودفع مختبر استرازينيكا إلى إجراء مزيد من الدراسات للتحقق من النتائج الأولية.
وفيما يخص الآثار الجانبية، أظهرت النتائج الأولية للمرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية للقاح أسترازينيكا عدم وجود أي أعراض سلبية. وسجلت ردود فعل حميدة، مثل “الألم المؤقت وحساسية مؤقتة في موقع الحقن، والصداع الخفيف إلى المعتدل، والتعب، والقشعريرة، والحمى، وعدم الراحة، وآلام العضلات”.
وفي منشور لمجلة لانسيت، يسرد المختبر ما لا يقل عن 175 حدثا، بعضها في مجموعة الدواء الوهمي، والبعض الآخر بين المتطوعين الذين تلقوا اللقاح، ولا يرتبط حدوث هذه الأحداث بالضرورة باللقاح. على سبيل المثال، تم الإبلاغ في البداية عن ثلاث حالات من التهاب النخاع المستعرض (متلازمة عصبية نادرة ناجمة عن التهاب الحبل الشوكي) كآثار جانبية خطيرة مشتبه بها، بما في ذلك حالتان في المجموعة التي تتلقى لقاح أسترازينيكا، وأدى ذلك إلى توقف التجارب السريرية، والوقت لإجراء “فحص دقيق لكل حالة”.