بعد ست سنوات على تدشينه، يتموقع متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بمثابة إحدى كبريات نقاط الجذب الثقافي، والسياحي، بالعاصمة الرباط. في إجابته عن أربعة أسئلة، يتطرق رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، إلى التموقع السياحي لهذه المعلمة البارزة، والطموحات والمشاريع المستقبلية فضلا عن الإكراهات التي فرضتها جائحة “كوفيد 19”.
1 – بعد ست سنوات من إنشائه، يعد متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر معلمة تضع الثقافة في صلب العرض السياحي، ما هي طموحاتكم في هذا الإطار؟
يتميز متحف محمد السادس، بهندسة معمارية تتماهى، في قلب الرباط، مدينة الأنوار وعاصمة الثقافة، مع هذا الحي التاريخي. على مدى ست سنوات، استقبل المتحف الذي أشرف على تدشينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أسماء بارزة، ومعارض دولية وبطبيعة الحال فنانين مغاربة. إنه يساهم في الترويج لجوهر الثقافة المتمثل في التقاسم والانفتاح على الآخر. ومن أجل الحرص على استدامة وترسيخ الفن لدى جميع المغاربة، سنواصل تنظيم المواعيد الثقافية الكبرى لتمكين الجميع والزوار الأجانب من اكتشاف المغرب الغني ثقافيا بتراث متنوع. إن الثقافة تعد رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، إذ تساهم في إثراء العرض السياحي وتحفز مزيدا من السياح على اختيار وجهة المغرب.
2 – يواصل متحف محمد السادس تقديم معارض تركز على أسماء كبرى في سماء الفن العالمي، من قبيل سيزار وجياكوميتي وبيكاسو وموني، هل يتوفر المتحف على مجموعاته الدائمة، وكيف يتفاعل الجمهور بصفة عامة؟
تتوفر المؤسسة الوطنية للمتاحف اليوم على مجموعة غنية لفنانين مغاربة تعود لصندوق وزارة الثقافة ولأكاديمية المملكة المغربية. يجدر التذكير بأنه يتم عرض هذه الأعمال بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر إلى غاية 15 دجنبر المقبل، ضمن معرض “الفنانين التشكيليين المغاربة في المجموعات الوطنية، من بن علي الرباطي إلى اليوم”. أود أن أشير إلى النجاح الكبير الذي يلاقيه هذا المعرض، من حيث عدد الزوار، وذلك على الرغم من جائحة “كوفيد 19″، وفي احترام للمعايير الصحية. ننكب في الوقت الراهن، كذلك، على إغناء مجموعات المؤسسة الوطنية للمتاحف في إطار طلب المنافسة الذي تم إطلاقه منذ أشهر. قررنا أن يتم تخصيص كافة المعارض لتراثنا الحديث والمعاصر، خاصة من خلال المعرض الاستعادي “الغرباوي: الجذور السامقات” المنظم إلى غاية 8 فبراير 2021، وأيضا المعرض الاسترجاعي لفؤاد بلامين ابتداء من 20 نونبر 2020. ستلاحظون كم هو مهم بالنسبة لنا المساهمة في كسب وفاء الجمهور وتعريفه بفنانينا المغاربة حتى يتمكن من تملك واكتشاف تاريخهم وتنوع تراثهم الفني.
3 – ما هي مشاريعكم المستقبلية بغية تحفيز إشعاع أكبر لمدينة الرباط باعتبارها عاصمة للثقافة؟
في أبريل 2021، سيتم تنظيم معرض “دولاكروا .. ذكريات رحلة للمغرب”. دو لا كروا كان أول سفير لضوء وألوان ونكهات وحفاوة المغرب، وهي المرة الأولى التي يخصص له معرض بالرباط مع إبراز أدوات مغربية رافقته طيلة حياته. من المهم، وحتى نتمكن من فهم الحداثة اليوم، أن نحيط بماضينا، فعلى بعد أمتار من متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، يوجد متحف التاريخ والحضارات الذي يأخذنا في رحلة لاكتشاف مختلف العصور التي ميزت تاريخنا. “الرباط مدينة الأنوار، عاصمة الثقافة”، تتيح إمكانية سفر عبر الحقب والتمكن من الدنو من جذع تمثال ل”جوبا الثاني” بمتحف التاريخ والحضارات، والتأمل، على الفناء الأمامي لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، في منحوتات أوسمان سو، وفيرناندو بوتيرو، وفريد بلكاهية، فضلا عن إكرام قباج، قبل ولوج فضاء المتحف.
4 – تعملون من أجل تزويد العاصمة ببنية تحتية عالية في مجال المتاحف. ألم تؤثر الجائحة في مخططات عملكم؟
الجائحة قائمة “لكن لا يجب أن نستسلم”، فتقاسم الفن يساهم في بعث الأمل. مهمتنا تتمثل في المساهمة في دمقرطة الفن وولوج المغاربة إلى المتاحف، لذلك، ومن ضمن أسباب أخرى، أطلقت المؤسسة الوطنية للمتاحف مبادرة مجانية الولوج إلى المتاحف أيام الجمعة، لكافة المغاربة، ومجانية الولوج لفائدة الطلبة والأطفال، لتعويدهم على جعل الثقافة عنصرا أساسيا ضمن معيشهم اليومي.