كشف خالد أيت الطالب، وزير الصحة، التفاصيل الكاملة المتعلقة بعملية التلقيح التي سيتم الشروع فيها في غضون الأسابيع المقبلة، مشيرا إلى أنها ستمتد على مدار 12 أسبوعا، وستُخلق العديد من اللجان للسهر عليها.
وأوضح أيت الطالب، خلال جلسة الأسئلة الشفوية مساء اليوم (الاثنين) بمجلس النواب، أن الحكومة تعمل على الإعداد الاستباقي لعلمية التلقيح على المستوى الصحي واللوجستيكي، ومعدات التمريض، وعربات الرعاية الطبية، وأجهزة تخطيط القلب والكثير من المعدات، مبرزا أن الاستعداد يتم كذلك على المستوى التقني، مع تعبئة جميع المصالح والوزارات المعنية، لاسيما أطر الصحة والإدارة الترابية والقوات الأمنية والقوات المسلحة الملكية، لتمر عملية التلقيح في إطار يستجيب لمعايير الجودة على مستوى التراب الوطني ولجميع الفئات المستهدفة.
وبحسب أيت الطالب، فإن أهم الإجراءات المتخذة بهذا الخصوص، وضع استراتيجية وطنية للتلقيح ضد فيروس “كوفيد19” تشمل جميع جهات المملكة وتستهدف نسبة كبيرة من الساكنة، مع إعطاء الأولوية للمهنيين الصحيين والمزاولين لأنشطة أساسية ورجال التعليم والمسنين وحاملي الأمراض المزمنة في فترة قدرت بـ12 أسبوع، أي أنها لا تتعدى ثلاثة أشهر.
وقال المسؤول الحكومي نفسه، سيتم وضع لجان مركزية، تعنى بإعداد مجموعة من الوثائق والخطط واقتناء المستلزمات اللازمة وفق الاستراتيجية الوطنية وهي اللجنة التقنية الموكول لها وضع دلائل تقنية حول اللقاح وتكوين فرق للتلقيح قبل انطلاق العملية، واللجنة الدوائية المكلفة بتأطير عمليات الترخيص لاستعمال اللقاح عبر التراب الوطني، واللجنة اللوجيستيكية المكلفة بتقييم الموارد اللوجيستيكية المتوفرة، الواجب اقتنائها مع الإشارة إلى أهمية الانكباب على سلسلة التبريد حفاظا على جودة اللقاح منذ وصوله إلى مرحلة الاستعمال الميداني.
وسيتم، وفق أيت الطالب، خلق لجنة التواصل المكلفة بإعداد الاستراتيجية الوطنية للتواصل اللازمة لتعبئة جميع الفاعلين لتيسير استفادة الساكنة المستهدفة من اللقاح، ولجنة التتبع والتقييم المكلفة بإعداد خطة وميكانيزمات تسجيل المستفيدين وتتبع حالتهم الصحية خلال وبعد التلقيح. ونظرا لأهمية هذه العملية على المستوى الوطني ومن أجل تيسيرها تم وضع لجنة تقنية مشتركة بين وزارة الصحة ووزارة الداخلية تجتمع بصفة مكثفة ودورية من أجل الاستعداد للعملية وتدقيق الجانب الميداني للعملية.
وأضاف أيت الطالب، أنه على مستوى الترابي تم إخبار وتعميم الاستراتيجية الوطنية للتلقيح على جميع المراكز وتعميم الجوانب العملية والتقنية لدى ممثلي المديريات الجهوية للصحة من أجل إعداد خطط جهوية وإقليمية للعملية، وكذا المديريات الجهوية من خلال عقد اجتماعات تؤطرها فرق مركزية بحضور المديرين الجهويين ومندوبي الصحة على العمالات والأقاليم تحت رئاسة الولاة والعمال قصد مناقشة معمقة للخطط الإقليمية المعدة من أجل المصادقة عليها نهائيا.
وأكد وزير الصحة، أن الخطط النهائية للعملية أشرفت على نهايتها، موضحا بأنه تم إطلاق عملية الاقتناء لإيصال التجهيزات إلى جميع الجهات، وتم البدء في تكوين الفرق الميدانية، وتم إعداد 2800 محطة، مع إعداد لوائح فرق التلقيح في انتظار وصول باقي الموارد، وستتم الاستفادة من تجربة البلاد فيما يتعلق بتجارب اللقاح السابقة منذ بداية الستينات.
وتجدر الإشارة إلى أن عملية التلقيح ستستهدف الأشخاص ابتداء من سن 18 سنة، وستنطلق وفق الأولويات المحددة، إما من خلال الوحدات الثابتة كالمستشفيات والمراكز الصحية أو من خلال الوحدات المتنقلة التي ستزور السجون والمؤسسات الجامعية وغيرها.