أثارت أشغال تنظيف وتزيين مؤسسات تعليمية بإقليم الصويرة، برمج سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي زيارتها، غضب هيئة التدريس بالمديرية الإقليمية، مستنكرة تهييئ مؤسسات بمناسبة الزيارة الوزارية وإهمالها في الأوقات الأخرى.
وبينما وجه أطر التعليم بإقليم سطات، انتقادات لاذعة إلى مسؤولي المديرية، استنفرت المؤسسات المبرمجة في الزيارة الوزارية طواقمها خلال الأيام السابقة، لتحضير هذه المؤسسات وإعدادها لاستقبال أمزازي، من خلال أعمال التنظيف والصباغة والتزيين، حتى بلغ الأمر خلق أقسام للتعليم الأولي، لم تكن موجودة من قبل وتجهيزها، كما أن الدراسة توقفت ببعض المؤسسات تحضيرا لزيارة الوزير.
وعبّر أحد أساتذة التعليم الثانوي بالإقليم عن امتعاضه، أمس (الجمعة) في صفحته في “فايسبوك”، قائلا “محزن جدا: أشغال تنظيف وتزيين بعض المؤسسات التعليمية المحتمل أن يزورها الوزير غدا بإقليم الصويرة متواصلة لحدود الساعة”، مضيفا “للأسف لا تنظف ولا تزين المدارس للتلاميذ كما تروج لذلك الأسطوانات الرسمية المتهالكة، بل فقط للبروتوكولات والخرجات الكرنڨالية”.
وقال الأستاذ المذكور، في اتصال هاتفي مع “أمزان 24” إن تدوينته “تلخص جوهر القضية: الناس تقيم الدنيا ولا تقعدها فقط لأن الوزيرغادي يجي يشوف. وصنعوا أقساما لا توجد في الواقع، والصباغة والجفاف باتوا حتى لوقت متأخر من ليلة أول أمس، في بعض المؤسسات بضواحي الصويرة، وحتى بعض المؤسسات التابعة للتراب الحضري للإقليم”. وتساءل الأستاذ نفسه، مع وزارة أمزازي وإدارة المؤسسة التعليمية، قائلا “لماذا لا تتركون الأمور على حالها ليرى الوزير مجبرا حالة المرافق التربوية، ولكي يقلل من التنطع والتشدق في شطحاته الإعلامية المعهودة”، في إشارة إلى كثرة حديث سعيد أمزازي عن إنجازات وزارته.
وانتشرت عبر مجموعات خاصة للأساتذة بالإقليم انتقادات لاذعة لأمزازي ولهذه التحضيرات، إذ قال أستاذ تعليقا على صور المؤسسة التعليمية “أقسام التعليم الأولي بين عشية وضحاها”، وقال أستاذ آخر”عندنا توقفات کاع الدراسة باش إكملو الصباغة”، فيما أجاب أستاذ آخر إنها “مؤسسات بروتوكولية من ورق”.
ويشار إلى أن تنظيف وتزيين المؤسسات التدريسية قبل استقبالها وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، يشكل، بحسب الأساتذة، تغطية على واقع المؤسسات التعليمية بالبلاد، عوض أن تكون هذه الزيارة مناسبة لكشف الحقائق كما هي، وإصلاح العيوب الموجودة.
وقال متابعون للوضع إنه من المفروض أن تأتي زيارة الوزير لتكشف الحقائق، وإنه يجب أن يكون الهدف منها تسليط الضوء على ما تعيشه المؤسسات، وليس تغطية الحالة المزرية، مضيفين في السياق نفسه، أن الزيارات يجب أن تكون مفاجئة وليس أن يتم التحضير لها بهذا الشكل.
وجدير بالذكر، أن الوزير سعيد أمزازي يجري هذه الأيام جولات في مجموعة من الأقاليم لزيارة المؤسسات التعليمية فيها، والاطلاع على سير العملية التعليمية خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها المغرب بفعل جائحة “كوفيد19”.