عرفت الإطارات المهنية التي تجمع “باطرونا” قطاع الصحافة انشقاقا جديدا، عقب تأسيس الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين برئاسة عبد المنعم دلمي، أول أمس (الأربعاء)، بمقر جريدة الأحداث المغربية بالدار البيضاء، ما عمق الانقسام.
ويأتي ذلك، بسبب التدافع حول أحقية الحديث باسم الناشرين، سعيا نحو الحفاظ على المصالح المتضاربة بين مجموعة من التكتلات في أوساط الناشرين، في وقت تعيش فيه المهنة وضعا دقيقا بفعل تداعيات وباء كورونا المستجد.
وفي ظرفية يعاني فيها الصحافيون والمستخدمون بمختلف المنابر الإعلامية وضعا صعبا، بسبب الاقتطاعات من الأجور التي بلغت 50%، وأمام غياب حلول تجيب عن الوضع لحدود اللحظة، لجأت “باطرونا” الناشرين إلى الصراع بغاية تحصين مواقع تمثيل الناشرين، وما يرافق ذلك من إمكانيات للتفاوض، في سياق الأزمة الحالية.
وأفادت مصادر، أن سبب تأسيس الجمعية الجديدة، من طرف مجموعة من مسؤولي الجرائد والمنابر الإعلامية المغربية، جاء بعد الطريقة التي دبرت بها بهية العمراني رئيسة الفيدرالية المغربية لناشري الصحف أزمة الصحف خلال الجائحة، بعدما اتخذت وزارة الثقافة قرار توقيف نشر وطبع وتوزيع الجرائد دون تشاور مع الناشرين، ثم اتخاذ قرار العودة بطلب من الرئيسة دون مراعاة إمكانيات المؤسسات الإعلامية.
وتعليقا على قرار تأسيس الجمعية، دعا المكتب التنفيذي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، في بلاغ له يوم أمس (الخميس)، إلى التجميع والوحدة ونبذ التنافر لخدمة المهنة، مؤكدا أن طريق خدمة المهنة هو التجميع والوحدة ونبذ التنافر والسعي الحثيث للتكتل بكل الصيغ الممكنة، كما دعا إلى عقد جمع عام غير عادي واستثنائي بناء على الباب الرابع والخامس من النظام الأساسي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، وذلك بمقر الفيدرالية بالدار البيضاء يوم الجمعة 3 يوليوز.
ومن جهتهم اتفق الأعضاء المؤسسون للجمعية الجديدة، على تكليف عبد المنعم دلمي بربط الاتصال بشكل مستعجل بالجهات الوصية على القطاع الاعلامي الوطني باسم الجمعية، لهدف الشروع في تقديم حلول عملية وملموسة للأزمة الخانقة التي تهدد مهنة الصحافة والنشر.
بدوره، حلّ كمال لحلو الفيدرالية المغربية للإعلام، التي كان يشغل مهمة رئاستها، ليلتحق بمعية أعضائها بالجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، المنشقة عن الفيدرالية الوطنية لناشري الصحف، بسبب معارك هامشية تخوضها “الباطرونا” بعيدا عن أزمة القطاع واستفحال معاناة الصحافيين والعاملين، ليصبح الناشرون المغاربة متكتلين داخل إطارين متصارعين على مشروعية التمثيل والتفاوض.
وجدير بالذكر، أن قطاع الصحافة والنشر خرج منهكا من الظرفية التي عاشها المغرب، خلال أزمة فيروس كورونا المستجد، وهو الأمر الذي تعمل الوزارة الوصية على القطاع على تجاوزه من خلال تخصيص دعم مالي مباشر إضافة إلى الدعم التقليدي.