دخل حزب العدالة والتنمية على خط الصراعات التي اندلعت بوزارة الصحة، بين محمد اليوبي من جانب والوزير خالد أيت الطالب ومحيطه من جانب آخر، إذ تدارست أمانته العامة خلال اجتماعها الأخير، تقريرا مفصلا يخص الوضعية الوبائية في المغرب، والسيناريوهات الممكن تفعيلها لرفع الحجر الصحي، علاوة على الصراع أيت الطالب واليوبي المنتمي إلى “البيجيدي”.
وأكدت المصادر، أن أعضاء من الأمانة العامة لـ “البيجيدي” تداولوا خلال اجتماع الأمانة العامة في الصراع بين وزير الصحة ومدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض في الوزارة نفسها، وثمّن بعض قياديين بمن فيهم العثماني، المجهودات الجبارة التي بذلها ويبذلها محمد اليوبي في مواجهة جائحة “كوفيد19” بالمغرب مهنئينه على عمله.
كما استنكر قياديو العدالة والتنمية، ما سمّوه الدسائس التي تحاك ضد اليوبي من طرف بعض الجهات خلال هذه الظرفية العصيبة التي تمر منها البلاد، وهو الذي أضحى بحسبهم وجها بارزا في مواجهة هذه الجائحة، ما يعتبر دعما صريحا لليوبي في خلافاته مع الوزير التكنوقراط.
ويبدي قياديون في “البيجيدي” رغبة في الاستحواذ على وزارة الصحة، من خلال دعم محمد اليوبي للاستوزار الحصول على هذه الحقيبة، على اعتبار أنه مقرب منهم ومن مرجعيتهم، وانتقاما من كل الوزراء التكنوقراط وإظهار فشلهم وضعفهم السياسي والتواصلي. كما عبروا عن مساندتهم مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمرض بوزارة الصحة، فيما يتعرض له من ضغوطات من بعض الجهات داخل الوزارة وخارجها.
وأكدت المصادر، أن المصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، لم يتحمس كثيرا لفكرة دعم محمد اليوبي رغم تقاربه مع التيار الإسلامي، لأن وزير الصحة بحسب الرميد يقوم بمجهود كبير في التصدي للوباء، كما أن الرميد يرفض “الابتزاز” والتلويح بالاستقالة في ظرف حساس جدا، وإنما الوضع يفترض التكامل والتضحية ونكران الذات تحت قيادة الملك محمد السادس.
وبحسب المصدر ذاته، فإن “البيجيدي” مرتاح للصراع الذي ظهر مؤخرا داخل قطاع الصحة، إذ يستفيذ من الوضع بخصوص النقاش الجاري حول حكومة التكنوقراط، محاولا إبراز فشل الوزراء اللامنتمين في التدبير، إذ إن هذا الصراع يقوّي موقف “البيجيدي” في حال أراد حسم الحقيبة الوزارية لصالحه.
وعلى الرغم من أن محمد اليوبي نفى أن يكون منتميا لحزب العدالة والتنمية أو الجماعة، إلا أن مصادر أكدت أنه لديه علاقات معروفة مع فقهاء وعائلات التوحيد والإصلاح، التي تعتبر آلة لاستقطاب الأطر لفائدة الحزب.
ويذكر أن محمد اليوبي مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض، سبق أن قدم استقالته من الوزارة، ورفض الإدلاء بالتصريح اليومي حول الوضعية الوبائية، قبل أن يتراجع عن الاستقالة، بعد اتصال من جهات عليا ، بمبرر أن الوقت غير مناسب خلال هذه المرحلة.