في الوقت الذي تهدد فيه جائحة كورونا حياة المغاربة، مع يرافق ذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية واستنزاف ميزانية الحكومة، أطلقت وزارة الصحة صفقة لمحاربة التدخين، بميزانية تبلغ 210 مليون سنتيم، في سياق ما سمّته الحملة الوطنية لمحاربة التدخين، بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة هذه الآفة، الذي يخلده العالم في 31 ماي من كل سنة.
وبالرجوع إلى وثائق الصفقة، (التي تتوفر جريدة “أمَزان24” على نسخة مها)، فإنها تهم طلب عروض مفتوح، لتصميم وإنتاج وصلات سمعية وبصرية ومطبوعات لفائدة الحملة الوطنية لمحاربة التدخين، على الرغم من أن الحكومة تتجه إلى التقليل من استعمال الورق في المعاملات الإدارية، لما يشكله من تهديد لانتقال فيروسس كورونا المستجد.
وبموجب العقد الذي سيبرمه خالد أيت الطالب، وزير الصحة، مع الشركة التي ستفوز بالصفقة، والتي يُنتظر الحسم فيها منتصف الشهر المقبل، تتولى الوكالة التي سترسو عليها عملية تصميم وإنتاج مجموعة من الدعامات، الموزعة في المجال السمعي البصري بين وصلتين تلفزيونيتين، ووصلتين إذاعيتين، و10 كبسولات، وفيما يخص وسائل الإعلام المطبوعة، يطلب من الوكالة إنجاز ملصق ولافتات وكتيبات ومنشورات.
وقالت الوزارة إن عدد الوفيات من جراء التدخين بلغ 7 مليون وفاة في السنة، 6 ملايين من بينهم؛ إما مدخنين أو مدخنين قدماء، و900 ألف من بينهم هم مدخنين غير مباشرين. وتشير التوقعات بحسب الوزارة إلى ارتفاع وفيات التدخين إلى أكثر من 10 ملايين بحلول 2030، 80 % منهم سيكونون من العالم الثالث.
وأوضحت الوزارة، أن هدف الحملة هو محاربة التدخين، ورفع مستوى الوعي حول أضراره ولكن بشكل رئيسي دعم التغيير في سلوك المدخنين من أجل الإقلاع عن التدخين، وإشراك وسائل الإعلام في رفع الوعي وإعلام السكان بالآثار الضارة للتبغ وأهمية الإقلاع عنه، وتزويد المهنيين الصحيين بدعم الاتصالات لتسهيل مهمتهم في الإعلام والتعليم الصحي في مجال الإقلاع عن التدخين.
ويذكر أن الصفقة، جاءت في ظرفية حرجة تواجه فيها البلاد فيروس كورونا المستجد، وقد رصدت لجنة اليقظة الاقتصادية لوزارة الصحة 2 مليار درهم من أجل تقوية جهود الوزارة في التصدي للوباء، وليس هدر المال العام في معارك غير راهنية.
ويتنظر أن تثير هذه الصفقة جدلا واسعا، خصوصا أن خالد أيت الطالب وزير الصحة، أضحى خلال الأيام الجارية، يعيش وسط صراعات كبيرة، بسبب قرارات اتخذها في حق مسؤولين، منهم من أعفاهم ومنهم الذين قدّموا استقالاتهم، أو لوّحوا بها، ومنهم محمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة ومحاربة السرطان، الذي اختفى عن الأنظار، ومردّ ذلك بحسب مقرّبين منه، محيط الوزير الذي يضغط عليه ليتنحى من منصبه.